LOGO
Reply to Thread New Thread
Old 03-22-2011, 04:48 AM   #1
KojlinMakolvin

Join Date
Oct 2005
Posts
394
Senior Member
Default Why does this forum oppose Wahhabis when Deobandi Scholars have accepted them ?
actually conforming a belief contrary to what wahabis believe.
to some on these forum Wahhabis are considered to deviant in terms of aqida and fiqh.

reading this book in Arabic http://www.sunniforum.com/forum/show...ma-of-India!#1 gives the impression that Deobandis have whole heartedly accepted Wahhabis.

I would like to know
1) If the wahhabis are deviated in aqida then why isn't it pointed out by Mawlana Manzur Numani who is the student of Mawlana Anwar Shah Kashmiri

2) If the wahhabis are deviated in aqida then why is wahhabi scholars like Sudais invited to Dar ul uloom Deoband ( not just Sudais but numerous scholars ) ?

So, let us read what Maulana Manzur Numani has to say about the Wahhabis, does KeepTheGazeDown agree with Mawlana Manzur Numani or he thinks Mawlana sahib made mistakes in his book. If KeepTheGazeDown thinks Shaykh Numani made mistakes then please point them out.



الشيخ محمد بن عبد الوهاب وعلماء ديوبند رحمهم الله

لفضيلة الشيخ العلامة محمد منظور نعماني رحمه الله


أصل هذه الرسالة باللغة الأردوية لمؤلفها فضيلة الشيخ العلامة محمد منظور نعماني، وهذه الرسالة مترجمة منها إلى اللغة العربية، وذلك لِما رأينا من الحاجة إليها، إظهارًا للحق، وكشفًا لتلبيس أهل الباطل، وقد حاولنا ترجمتها كاملة بلغة بسيطة كأصل الرسالة، وينبغي التنبّه إلى أنّها مرتبطة بعضها ببعض، فلا يمكن تصوّرها إلى بعد الاطّلاع الكامل عليها، وفيها بعض التكرار لكونها بلغة سهلة، فما كان فيها من صواب فمن الله وحده، وما ما كان فيها من خطأ فمن النفس الأمّارة بالسوء والشيطان، والله ورسوله منه بريئان . المترجم عفا الله عنه

الشيخ محمد بن عبد الوهاب وعلماء الهند رحمهم الله
المقدمـ
بسم الله الرحمن ة الرحيم
قال كاتب الرسالة رحمه الله:
الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى، وبعد . .
ولد كاتب السطور أواخر سنة 1323هـ (1905م)، ومنذ أدركت الفهم سمعت الناس وخاصة من أقارب الوالدة يذكرون "الوهابيون" بسوء، ولهذا رسخ في ذهني أيام شبابي أنهم أناس أهل سوء، وأنهم لا يؤمنون بالرسول صلى الله عليه وسلم ولا بأولياء الله بل ينتقصون من شأنهم ولا يتأدبون معهم، وقد سمعت في تلك الأيام أن رجلاً يدعى "عبد الوهاب النجدي" كان يتزعم "الوهابيين"، وكان عدوًّا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد قدم المدينة المنورة متمثلاً صورة الشيوخ والفقراء، وأخذ مكانًا هناك يسكنه، واتخذ ينشئ نفقًا من مسكنه تجاه الروضة الشريفة لغرضه النجس كي يخرج الجسد الطاهر من القبر المبارك وينتهك حرمته، فزار ملك زمانه النبي صلى الله عليه وسلم في منامه ينبئه بقدوم رجل خبيث من نجد وقد شرع في إنشاء النفق، فقدم الملِك المدينة الشريفة فورًا، فطُلب الرجل وقبض عليه ثم فصل رأسه .
أذكر أن الناس كانوا يذكرون هذه الواقعة وكأنها معلومة ومسلمة تاريخيًّا، فلذا لم يخالطني شك ولا شبهة تجاهها، ولا سمعت أحدًا ردّها .
على كل كان هذا أول علم تلقيته عن "الوهابيون" و "عبد الوهاب النجدي"، كما أذكر أني في ذاك الزمان كنت أسبهم، وأقول أشعارًا أسمعها فيها السب والدعاء على "الوهابيين والنجديين" وعمري حينها سبع أو ثمان سنوات تقريبًا .
ثم حان الوقت بعد دراستي للأردو والفارسية لتعلم العربية، فالتحقت بمدرسة عربية في منطقتنا كان معلموها قد تخرجوا من "دار العلوم ديوبند"، وكان الناس يسمونهم بـ"الوهابي"، لكني لم أسمع من أولئك الأساتذة ما كنت أسمعه من الناس من ذكر الوهابيين بالسوء، بل رأيتهم يحثون وبشدة على طاعة الله ورسوله واتباع الشريعة، مخالفين لعبادة القبور والأضرحة والصالحين. . والبدع والخرافات الأخرى، والحمد لله برؤية أولئك المشايخ والتقرب منهم أيقنت أن ما هو مشهور بين الناس عن "الوهابيين" خطأ ولا أصل له، لكني لا أذكر شيئًا سمعته من المشايخ عن "عبد الوهاب النجدي" أو "محمد بن عبد الوهاب النجدي" .
ثم كان الوقت الذي أرسلت فيه خارج منطقتنا، فكانت سعادتي بأستاذي ومربي الخاص الشيخ العلامة كريم بخش سنبهلي رحمة الله عليه، فتتلمذت عليه وصحبته، والذي كان من العلماء الراسخين في زمانه، ومن مميزي تلاميذ شيخ الهند العلامة محمود الحسن الديوبندي رحمه الله، فرأيت الأستاذ في أبواب التوحيد والشرك، والسنة والبدعة، عليه من أسلافه لونا الشيخ شاه إسماعيل الشهيد، والشيخ العلامة رشيد أحمد غنغوهي رحمهما الله تعالى، ويحضرني أني سمعت أول مرة منه رأيًا حسنًا عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب ومصنفه ( كتاب التوحيد )، وأغلب ظني أنه بلغني ولأول مرة من الأستاذ رحمه الله أن داعي التوحيد والسنة ومؤلف كتاب التوحيد والذي جاهد ضد عبادة القبور وغيره هو محمد بن عبد الوهاب النجدي وليس عبد الوهاب النجدي، وأن الناس بجهلهم وقلة معرفتهم كانوا ينسبون تلك الأمور إلى عبد الوهاب النجدي، وعلمت من طريقة ثناء الأستاذ على كتاب التوحيد أنه كان على اطلاع به، ولم أسمع من أستاذ آخر ذكر كتاب التوحيد، ظني أن الكتاب لم يكن في اطلاعهم، ولعل ذلك لأن مؤلفه الشيخ محمد بن عبد الوهاب قد نفّر منه مخالفوه مذهبًا وسياسةً في سائر العالم الإسلامي ( وسيأتي ذكره آنفًا )، وقد تأثر من ذلك حلقة أساتذة ديوبند، لكن كاتب هذه السطور بما سمع من الشيخ العلامة كريم بخش عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب وكتابه (كتاب التوحيد) كان يحسبه أنه كالشيخ إسماعيل الشهيد رحمه الله داعي ومجاهد التوحيد والسنة .
وبعد ذلك بمدة طويلة، لم تحصل لي إضافة جوهرية في علمي واطلاعي بما يتعلق بالموضوع، إلى أن قارب سنّي 32-33 عامًا، وقبلُ في سنة 1946م طُبِع كتاب (محمد بن عبد الوهاب المصلح المظلوم ...) للعالم الندوي العلامة مسعود عالم ندوي رحمه الله، وفيه ذكر حياة الشيخ رحمه الله ، وقد ألّفه بعد جهد طويل واطلاع واستقراء كتب عربية وانجليزية وكتب لغات أخرى المؤيدة المعاضدة للشيخ، والمخالفة والتي فيها الرد على الشيخ، وقد يُختلَفُ مع الكتاب في بعض رواياته لكن قارئ الكتاب لا بدّ وأن يعترف أن هذا المحقق التاريخي قد أدى حقه، وعلى كل فحصل كاتب هذه السطور باطلاع هذا الكتاب أول علم تفصيلي وتعرّف على شخصية الشيخ محمد بن عبد الوهاب وحياته ودعوته وإخلاصه، وتوحيده وآثاره وثماره، كما تعرّف على المخالفة والمزاحمة من جهة المعاندين المعارضين له .
ثم بعد ذلك وضح لي ما يتعلق بدعوته ومسلكه من الشيخ وأبنائه وتلامذته، وبعض المصنفين من حلقته، واتفق أن اطلعت على بعض المؤلفات الصغيرة والكبيرة، وعلى العموم اطّلعت على بعض الكتب عن حياته وشخصيته للمؤيدين له، وأخرى للمخالفين له بشدة، وبذلك نشأ لدى كاتب السطور هذا الرأي أن مسلكه ومنهجه وموقفه قريب من موقف شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وتلامذته كابن القيم رحمه الله وغيره، ومذهبه في ردّ الشرك والدعوة إلى الإخلاص والتوحيد هو -بفرق بسيط- مذهب الشيخ شاه إسماعيل الشهيد رحمه الله في كتابه (تقوية الإيمان) وعلمت أيضًا من هذا الاطلاع أنه وكما في بلادنا عباد الأضرحة والقبور والبدع والخرافات الأخرى اتخذوا ذلك دينًا لهم، وأطلقوا افتراءات ضد الشيخ شاه إسماعيل الشهيد رحمه الله وسعوا إلى تنفير عامّة المسلمين منه (وسلسة ذلك مستمرة حتى الآن)، بأن ذلك هو ما لقي الشيخ محمد بن عبد الوهاب من المعاملة، بل ولأن دعوته إلى الإخلاص والتوحيد وبرامج جهده الإصلاحي اشتمل حتى على الجهاد بالسيف، وما ظفرت حركته من سلسلة انتصارات وفتوحات للمناطق، حتى اتسعت الدائرة من نجد إلى الحجاز وشملت الحرمين الشريفين، فلذا أحسّ أرباب الرئاسة والحكم بالخطر ونشر المخالفون والقبوريون من بلاد وأمصار مختلفة إشاعات خلافه، بأنه ينتقص رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه عدوٌ لأولياء الله، وأنه يحكم على غيره من المسلمين بالكفر والشرك مباحوا الدم،واشترك أرباب تلك الحكومات بكل وسائلهم ومكائدهم في نشر هذه الإشاعات، ثم أبعد والي مصر محمد علي باشا -التابع للدولة العثمانية الحاكمة من تركيا- الوهابيين من الحجاز المقدس سنة 1227هـ، وبعده بفترة وجيزة قَضى على حكم آل سعود، فأصبح وبخاصة الحجاز مركزًا لإشاعاتهم خلاف حركة الشيخ، ومن هناك انتشر عمّا يتعلق به، وما إذا سمعه مسلم لا يتنفّر منه فحسب بل يحسبه أنه أسوء من الكفار، ولشهود المسلمين من شتى العالم الإسلامي الحرمين الشريفين لأداء الحج، أصبح ما كان منتشرًا ومشهورًا خلاف الوهابيين والنجديين من قول وكتاب يصل عبر أولئك الحجاج إلى سائر العالم الإسلامي، مع ما يضيف إليه القبوريون والخرافيون في المناطق، (وأظن أن قصة عبد الوهاب النجدي التي سمعتها مما أضافه القبوريون والخرافيون من منطقتنا فلم أسمع أنها مشهورة بأي مكان آخر والله أعلم) .
ومن الحرمين الشريفين كان ينتشر في سائر العالم ما كان متعلقًا بالشيخ محمد بن عبد الوهاب ودعوته وحركته، ويمكن النظر إلى ذلك من خلال هذا النموذج، ليلاحظ القراء ما ورد مثلاً لعالم مشهور في مكة المكرمة ومفتي الشافعية الشيخ أحمد زيني دحلان (المتوفى سنة 1304هـ) في كتابه "خلاصة الكلام في بيان أمراء البلد الحرام"، و "الدرر السنية في الرد على الوهابية"، فقد ورد في صفحة 230 من كتاب خلاصة الكلام:
(( وإذا أراد أحد أن يدخل في دينه يقول بعد الاتيان بالشهادتين اشهد على نفسك أنك كنت كافرًا واشهد على والديك أنهما ماتا كافرين، واشهد على فلان وفلان ويسمي له جماعةً من أكبر العلماء الماضيين أنهم كانوا كفّارًا، فإن شهدوا قبلهم وإلا أمر بقتلهم، وكان يصرح بتكقير الأمة من منذ ستمائة سنةٍ، وكان يكَفِّر كل من لا يتبعه وإن كان من أتقى المتقين فيسميهم مشركين، ويستحل دماءهم وأموالهم، ويثبت الإيمان لمن اتبعه وإن كان من أفسق الفاسقين، وكان ينتقص النبي صلى الله عليه وسلم كثيرًا بعبارات مختلفة.. حتى أن أتباعه كانوا يفعلون ذلك أيضًا حتى يقول عَصَايَ هذه خير من محمد –صلى الله عليه وسلم- لأنها ينتفع بها في قتل الحية ونحوها، ومحمد –صلى الله عليه وسلم- قد مات ولم يبق فيه نفع أصلاًا وإنما هو طارش ومضى.. ومن ذلك أنه كان يكره الصلاةعلى النبي –صلى الله عليه وسلم- ويتأذّى بسماعها )) .
كما يكتب الشيخ دحلان في هذه السلسلة:
(( وكان في أوّل أمره مولعًا بمطالعة أخبار من ادّعى النبوة كاذبًا كمسيلمة الكذاب والسجاح والأسود العنسي وطليحة الأسدي وأضرابهم، فكان يضمر في نفسه دعوى النبوة ولو أمكنه إظهار هذه الدعوة لأظهرها )) .
إن هذه الاتهامات العظيمة التي أطلقها الشيخ أحمد زيني دحلان ضد الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأتباعه لم يذكر المصدر والمرجع التي نقل منها، وكاتب السطور وبناءًا على اطلاعه الذاتي لا يعتبر ولا اتهامًا واحدًا منها صحيحًا، بل إن ردّ هذه الاتهامات موجودة في كتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب والمصنفين من جماعته، (كما سيطلع عليه القراء في الصفحات المقبلة).
يتضح من هذا أن الشيخ دحلان لم يطّلِع على أي كتاب من هذه الكتب، ولم يعتبر التحقيق قبل ما اتهم به ضروريًّا، وما توجيه ذلك إلا أن السعي الدؤوب لأعداء الشيخ محمد بن عبد الوهاب وجماعته مذهبًا وسياسةً، كانت نتيجته أنه اشتهر ما يتعلق بهم هذا، وعمّت تلك الإشاعات بما فيها من الكاذبة والتي لا أصل لها في الحرمين الشريفين حتى وكأنها وصلت إلى قسم من درجة التواتر العام، ولهذا لم يعتبر تحقيقها ضرورة قبل الكتابة، وللشهرة العامة كان يُقال ويُكتب بلا تكلف، وإلا فلا تراودنا شبهة عن الشيخ دحلان صاحب العلم يتورع في نقل مثل هذا البهتان العظيم، إن من عنده يقين بالحساب في الآخرة لا يتجرأ على مثل هذا، والله أعلم .
كما نقل الشيخ دحلان غي كتاب "خلاصة الكلام" عن عالم آخر هو المفتي الشيخ عبد الرحمن الأهدل (مفتي زبيد) قوله:
(( وكان محمد بن عبد الوهاب يأمر أيضًا بحلق رؤوس النساء اللاتي يتبعنه )) .
فهذا القول على أنه لا أصل له، وكذب، مخالف باعتبار التاريخ والواقع، وغير قابل للفهم أيضًا! لكن كما عُرِض أن الإشاعات خلاف الشيخ محمد بن عبد الوهاب وجماعته قد وصلت وتأثرت بها الأذهان فلم يتطرق إلى ذهن العالم الشيخ دحلان فقَبِلَ ذلك وأدرجه في الكتاب. غفر الله له .
وكما عَرَض كاتب السطور أعلاه أن المسلمين كانوا يأتون من العالم الإسلامي قاطبة إلى الحرمين الشريفين، وأن الخرافات المذكورة التي كانت عامة ومشهورة هناك على ألسنة العامة والخاصة عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب وجماعته، وكذلك الكتب كـ"خلاصة الكلام"، كانت تنتشر عبر الحجيج وتصل في العالم الإسلامي كله، ومن الطبيعي أن يتأثر المسلمون عامتهم وخاصتهم بذلك، فكانت النتيجة أن أصبح لفظة "الوهابي" تستعمل في مقام السب والشتم .
إن المأساة أن العلماء أهل المعتقد والنظر الصحيح، القائمين على منهج الشيخ شاه ولي الله وحفيده شاه إسماعيل الشهيد رحمهما الله في الدعوة إلى التوحيد والسنة، المخالفين لعبادة القبور والصالحين وغيره، والبدع والخرافات الأخرى، والمجاهدين ضدها، في بلادنا (الهند)، تأثروا جرّاء تلك الإشاعات المضللة خلاف الشيخ محمد بن عبد الوهاب ودعوته وجماعته، فالشيخ نواب صديق حسين خان رحمه الله – والذي كان من المخالفين بشدة للقبوريين والخرافيين، ومن أول دعاة أهل الحديث في الهند – وصف بما يتعلق عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب وجماعته في مؤلفاته العديدة ما نشره المخالفون للشيخ محمد بن عبد الوهاب ، وبناءًا عليه رأى من اللازم إن البراءة من جهة أهل الحديث، فكتب في أواخر القرن الثالث الهجري كتابًا مستقلاً سمّاه "ترجمان الوهابية " لهذا المقصد الخاص ونشره .

وكذلك العلامة الشيخ خليل أحمد سهرانبوري شارح سنن أبي داود وكبار علماء ديوبند، أجاب على سؤال أحد العلماء في المدينة المنورة سنة 1325هـ، والذي ذكر فيه السائل ما كان مشهورًا عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب وجماعته من جهة المخالفين له، فأجاب على استفساره العلامة السهرانبوري بأن الشيخ وجماعته خارجون عن أهل الحق وأهل السنة، وذكر قول العلامة ابن عابدين شامي (م سنة 1253هـ) من "رد المحتار" والذي جعل وهابي نجد وجماعته من قبيل الخوارج(1) . ( التصديقات للعلامة خليل أحمد سهرانبوري ) .
وكذلك ذكر شخصية موقرة أخرى هو الشيخ العلامة حسين أحمد المدني رحمه الله في كتابه: "الشهاب الثاقب" – المكتوب قبل 70 سنة- ذكر فيه عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب وجماعته قريبًا مما كتبه مفتي الشافعية بمكة المكرمة الشيخ أحمد زيني دحلان (م سنة 1304هـ) في "خلاصة الكلام" - والذي نُقِل آنفًا، وكان خطأً ولا أصل له .
وحقيقة الواقعة أن العلامة حسين قد أقام بالمدينة المنورة من سنة 1316 حتى 1333هـ (17-18عامًا)، ورسخ في ذهنه وتأثر بعمق بما كان مشهورًا هناك بين العامة والخاصة، وما كُتِب من كتب هناك، والذي رأى القراء الكرام نموذجًا من ذلك في اقتباسات كتاب "خلاصة الكلام" للشيخ دحلان المكي .
القصد أن أكابر العلماء المصنفين في الهند - الشيح نواب صديق حسن خان، والشيخ العلامة خليل أحمد، والشيخ العلامة حسين أحمد رحمهم الله - قد كتبوا عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وجماعته ما كان خلاف الواقع، فكانوا متأثرين في كتاباتهم بتلك الإشاعات الذي أُطلِقت من جهة المخالفين مذهبًا وسياسةً إلى العالم الإسلامي .
كما يُعلَم من مطالعة كتاب "البدر الطوالع" للعلامة الشوكاني اليمني رحمه الله تأثُّرُه كذلك بتلك الإشاعات، وعدم معرفته بحقيقة الحال، مع قربه من منطقة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ومركز دعوته ( نجد )، والأقرب بنسبة علماء الهند، والعجيب ألا يصل إليه شيئًا من مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأبنائه وتلامذته، - وسيطّلع القراء في الصفحات المقبلة اقتباسات من كتاب "البدر الطوالع" للقاضي الشوكاني رحمه الله .
استفسر أحد طلبة كلية الدعوة وأصول الدين من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة كاتب هذه السطور عن تلك التحريرات التي كتبها الشيخ العلامة خليل أحمد والشيخ العلامة حسين حمد وما كتب فيها مما هو خلاف الواقع عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب وجماعته، وبناءًا عليه أظهرا الرأي السيئ تجاهه وحركته، فأجاب االعاجز ورأى البسط والتفصيل مناسبًا، ثم بناءًا على تلك التحريرات، ذكرتُ سقت ذاك المنظر الذي عَلِمه القارئ مما سبق، وذكرت معه أن العالمين الجليلين – الشيخ العلامة خليل أحمد والشيخ العلامة حسين أحمد رحمهما الله - .
وبفضل الله تعالى قد علموا في حياتهم أن ما هو مشهور لدى العامة عن تلك الجماعة من نجد، وما كتبه العلماء خلافهم، وبناءً عيه أظهرا رأيهم السيئ تجاههم لم يكن صحيحًا .
وقد أعلن المشايخ هذا بعد علمهم وأظهروه في تحريراتهم ومحاضراتهم فتراجعوا عن تلك التحريرات السابقة . ( وسيطّلع القراء الكرام تفصيل هذا في الصفحات القادمة ) .
هذا وجواب كاتب السطور قد نُشِر في مجلة "الفرقان" لكهنو الشهرية في أربعة أعداد، ثم رأى من المناسب أن يُربَط بين السؤال والجواب، كي يصبح في شكل مقال مرتّب ثم يُنشر في شكل كتاب .
وبعد فكان الذي عرج عليه القراء توطئة ومقدمة، ولتطّلعوا على أصل المقال من الصفحة المقبلة .

والله يقول الحق وهو يهدي السبيل .



محمد منظور نعماني


25 رجب 1398هـ ( 2 يوليو 1978م )



اعتراف وشكر

يرى المصنف العاجز من الضرورة إظهار الشكر من القلب فإن الإجابة على سؤال أحد طلبة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، والذي نُشِر سلسلة مضمونها عبر أربع أعداد مجلة "الفرقان" الشهرية، كان مرتبها مدير جريدة "الداعي" بدار العلوم ديوبند العلامة بدر الحسن القاسمي، فكان معينًا كبيرًا، وقد وضع أكثر العناوين .

فجزاهم الله تعالى أحسن الجزاء .


محمد منظور نعماني .






الشيخ محمد بن عبد الوهاب وكبار علماء الهند

استفسار أحد طلبة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

فضيلة الشيخ المخدوم المعظم العلامة محمد منظور نعماني دامت فيوضكم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
آمل من الله أن تكونوا في أتم عافية . . .
منذ أيام يراود ذهني إشكالاً يتعلق بشخصية الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وكنت حسب اطّلاعي الذاتي ومعلوماتي اعتبره مصلحًا، وخادم الدين، وعالم التوحيد والسنة، وأذكر أن ذكره جاء مرات عديدة في "مجلة الفرقان"، بل إن شاه ولي الله عدّه في أحد كتاباته ضمن المجددين، ولهذه الوجوه كنت إذا سمعت أو قرأت أن أحدًا يضلله فيُخَيّلُ إليَّ أنه ليس من أصحاب أهل الحق الحاملين للتوحيد والسنة، بل انخرط في ذيول جراثيم الشرك .
لكن أخبرني أحد أصحابي حالاً أن الشيخ العلامة خليل أحمد سهرانبوري رحمة الله عليه وفي كتابه "التصديقات" حكم بخروجهم عن أهل السنة، وفي هذه السلسلة نقل عبارة من "ردّ المحتار" للعلامة ابن عابدين شامي يتبَيَّنُ منها أن رأيه وفتواه في الشيخ محمد بن عبد الوهاب كذلك، كما أخبرني أن الشيخ العلامة حسين أحمد رحمه الله ذكر في كتابه "الشهاب الثاقب" عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب وجماعته أشدّ من ذلك، ثمّ قدّم إليَّ الكتابين: ( التصديقات، والشهاب الثاقب ) لأطّلع على ذلك بنفسي، فرأيت وعلِمتُ أن الواقعة كما بيّن لي .
وبعد علمي رأي أولئك الأكابر طبيعيّا نشأ في ذهني إشكالاً فخطر بقلبي أن أرجع إليكم، وبإذن الله سيكون توضيحكم مصدر اطمئنان لي، وأقترح أنه من الأفضل أن يُنشر تحريركم في: "الفرقان" كي تعم الفائدة، وتبقى محفوظة .
وطلبي وسؤالي هو ما رأيكم فيما يتعلق بالشيخ محمد بن عبد الوهاب ودعوته؟ فإن كان عندكم من أهل الحق فما الرأي الذي توجهون به تحريرات أولئك الكبار، وما أصل ذلك عندكم؟

وجزاكم الله تعالى خيرًا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

هذا السؤال كان يتردد بعض الأحيان في ذهن كاتب السطور، وكان يُحِسُّ من الضرورة أن يُكتب في ذلك، لكن لم يتيسر حتى أتت وردت هذه الرسالة، فكانت باعثة على الكتابة .

والله الموفق للصواب والسداد .




( الأصل في إطلاق الرأي الحسن أو السيئ تجاه أي شخص )

وفي هذه السلسلة لا بدّ أن يرسخ بالذهن أوّلاً أن إطلاق الرأي الحسن أو السيئ تجاه أي شخص مبنيٌّ على ما يتعلق به من معلومات وإطلاعات، وقد تكون المعلومات والإطلاعات من أناس مختلفين، وبناءًا عليه فطبيعيٌّ اختلاف الآراء، ومثل هذا الاختلاف قد يوجد بين الوالد وولده، والأستاذ وتلاميذه، ومن المعلوم أن هناك في جواز النكاح من نساء فرقة الصابئين وعدمه اختلافًا بين الإمام أبو حنيفة رحمه الله وتلميذاه أبو يوسف وأبو محمد، والمذكور في كتب الفقه الحنفي، فالإمام الأعظم رحمه الله قائل بالجواز والصاحبين أنه حرام ولا يجوز .
وأصل هذا الاختلاف أن في اطّلاع الإمام الأعظم بأن الصابئين يعتبرون أنفسهم أمة لنبي صاحب الكتاب، فلهذا اعتبرهم كاليهود والنصارى ( أهل الكتاب )، والقرآن الكريم أقرّ بجواز النكاح من نساء أهل الكتاب، وأما في اطّلاع الصاحبين أن هذه الفرقة هم عُبّاد الكواكب ومشركون كالمجوس، وليس لهم علاقة بكتاب سماوي ولا بنبي، فليس من مجال لجواز النكاح منهم .
ومثل هذا الاختلاف الشديد بين أئمة الجرح والتعديل في رواة الحديث فتجد أحدهم يحكم على راوٍ أنه: ( ثقة عادل )، بينما الآخر يحكم على الراوي نفسه أنه: ( كذّاب دجّال ) فأصل هذا الفرق والاختلاف مبنيٌّ على معلومات ومطالعات كل أحد منهم .
وكذلك حدث أنّ من أهل العلم بل إمام زمانه وحسب اطّلاعه أظهر رأيًا حسنًا بل قويًّا ثمّ لمّا علم أو شاهد خلاف ذلك أظهر رأيًا خلاف رأيه الأول، فقد نقل الإمام مسلم في مقدمة صحيحه قولاً لإمام من أئمة الأمة جليل القدر هو الإمام عبد الله بن المبارك رحمه الله أنه قال: (( لو خُيِّرتُ بين أن أدخل الجنة، وبين أن ألقى عبد الله بن محرّر، لاخترت أن ألقاه ثم أدخل الجنة، فلمّا رأيته كانت بعرةً أحبَّ إليَّ منه )) . ** صحيح مسلم ص20 }
الغرض أن أصل الرأي الحسن أو السيئ تجاه أي شخص قائم على ما يتعلق به من معلومات ومطالعات، وقد استُفسِرَ قدوة أكابرنا وشيخ مشائخ جماعة ديوبند الشيخ العلامة رشيد أحمد غنغوهي، بأسئلة كثيرة منها سؤال عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب، فكتب الشيخ رحمة الله عليه: (( ليس عندي علم بعقيدة محمد بن عبد الوهاب )) ** فتاوى رشيدية المجلد الأول ص62 } .
وفي وقت آخر استَفسر شخصًا آخر قائلاً: "من هو الوهابي؟ وما هي عقيدة محمد بن عبد الوهاب النجدي؟ وما هو ذلك المذهب؟ وكيف ان الرجل، وما الفرق بين عقائد أهل نجد وأهل السنة الأحناف؟" فحرّر في الإجابة عليه بأنّ: (( "الوهابي" يُقال لمقتدي محمد بن عبد الوهاب، عقيدته سليمة، وفي مزاجه شدة، لكنه ومن اقتدى به أناس طيّبون إلا من تجاوز منهم الحدّ ففسد، والعقائد متّحدة، والفرق فرق أعمال بين الحنفية، والشافعية، والمالكية، والحنابلة )) . ** فتاوى رشيدية المجلد الأول ص7 } .
وفي كلتا الفتوتين لم يُكتَب التاريخ على أي منهم، لكن قرين القياس بل الظاهر أن الجواب الأول كان في الزمن الذي لم يكن لدى الشيخ أيُّ علمٍ بالشيخ محمد بن عبد الوهاب، ثم لمّا حصل على معلومات من وسائل قابلة الاعتماد أظهر رأيًا آخر عمّا يتعلق بهم .
على كلٍّ الرأي تجاه أيّ شخص مبنيٌّ على اختلاف المعلومات والإطّلاعات .


( حقيقة عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب قابلة المطالعة )

حقيقة أخرى عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب ولابدّ أن تكون محطّ النظر أن دعوته وحركته لم تقتصر على دورات الوعظ والنصيحة والتصنيف والتأليف والتبليغ بل الجهاد بالسيف كان جزءًا منها، فكان يقرر بأن الذين يسجدون للقبور وينذرون لهم ويستغيثون بهم وغيرها من أفعال الشرك، هم كعُبّاد الأصنام في الشرك مرتكبوها مشركون، ومثل هذا تارك الصلاة – على مذهب الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله – يعتبره كافرًا خارجًا من ملة الإسلام، ومثل ذلك في شأن جميع الناس ( الذين يقولون أنهم مسلمون، وهم مرتكبو أي أنواع الشرك والكفر ) فإن نقطة ارتكازه – والذي كتبه صراحةً وبكل وضوح في كتبه - أن لا بدّ من إبلاغهم حكم الله ورسوله، وإسداء واجب النصيحة لهم، لتتم الحجة، فإذا لم يرتدعوا جاهد خلافهم شرط الاستطاعة .
وبناءًا على نقطة ارتكازه كان يعتبر من الضرورة وجود حكومة وسياسة لإنهاء الكفر والشرك من الذي وقع فيه المسلمين ، وإقامتهم على الإسلام الصحيح، وكانت رئاسة أحد مناطق نجد ( حكومة آل سعود بالدرعية ) التي قبِلت دعوته قد انبرت لهذه السياسية والجهاد، لكن قائدها وروحها كان هو الشيخ محمد بن عبد الوهاب نفسه، وذاك شأن أبنائه من بعده وعملهم .
وقد وقعت حروب مع رئاسات قريبة، وقد حققوا في بداية حركتهم انتصارات كثيرة، واتّسعت حكومة آل سعود من الدرعية .
ثمّ كان الوقت الذي سيطروا فيه على الحرمين الشريفين، وهناك أيضًا بقوة الحكومة، وبناءًا على نقطة ارتكازه قام بأنشطة إصلاحية، من هدم القُبَب المبنيّة على القبُور، وأقدم على أعمل نظيرها (1).
ولتلك السلسلة خالف علماء بلاد وأمصار مختلفة، وأجروا فتاوى خلافه – وهم المختلفون معه مذهبًا ومنهجًا -، ومنهم كثيرون اتّخذوا في المخالفة من السبل والإشاعات كالذي حدث في بلادنا مع الشيخ شاه إسماعيل الشهيد رحمه الله فخالف بعض العلماء جهد الشيخ خلاف الشرك والبدع، وبعد تصنيفه ونشره كتاب "تقوية الإيمان"، وسلسلة مخالفتهم حتى بعد استشهاده في سبيل الله ومرور مائة وخمسين سنة تقريبًا مستمرّة .
ثم الحكومات أو الرئاسات التي اصطدمت مع حكومة آل سعود – والذي كان أصل القوة والروح فيها وبلا شبهة هو الشيخ محمد بن عبد الوهاب ودعوته وحركته – اعتبرت هذه الدعوة والحركة خطرًا سياسيًّا لها، فاتّخذوا لصد طريقهم، والتنفير منهم وإشعال نار العداوة خلافهم، أطلقوا الإشاعات المذهبية بوسائل حكوماتهم إلى الإمام، وبتدبيرهم ذاك، أحرزوا في مقصدهم نجاحًا يقينيًّا .
( الآثار المحيِّرة للإشاعات السياسية - والعياذ بالله - )

(1) مع أن شيخه ومرشده الشيخ العلامة رشيد أحمد غنغوهي رحمه الله أظهر رأيًا حسنًا عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب وجماعته في فتاواه وزكّاهم، ليلاحظ القراء ذلك في الصفحات القادمة .

(1) بإمكان مطالعة تفصيل ما أقدم عليه الشيخ فيما كتبه المخالف الشديد للشيخ محمد بن عبد الوهاب ودعوته وجماعته، الشيخ أحمد زيني دحلان المكي رحمه الله في كتابه: "خلاصة الكلام في بيان أمراء البلد الحرام" المجلد الثاني من ص277 إلى ص279 وَ ص293 وما بعده .

كم يكون أهل الإشاعات الحكومية والسياسية مخادعين، وغير خائفين من الرب جل وعلا، وكيف يُفلحون في نشر قول لا أصل له بين العامة، ويستقر يقينها في قلوبهم! إن من لهم علاقة بالشيخ العلامة حسين أحمد المدني رحمه الله وبرفقائه الخواصّ من جمعية علماء الهند – والحمد لله فإن كاتب السطور من أولئك المشتاقين لملاقاته – يعلم علمًا يقينيًّا ويمكنه بناءًا عليه أن يُبيِّن بالقَسَم الشرعي أن أولئك المشايخ كانوا يعتبرون الحرب في حقهم ضد الانجليز "جهادًا في سبيل الله"، وبناءًا عليه وبعد الحرب العظيمة الأولى من سنة 1914م إلى 1918م، ومطلع حركة الخلافة قد حمو حرب الكونغرس القومي الهندي التحريرية، بل قرّروا الاشتراك معهم، وفي هذه السلسلة أدخلوا السجن وتحمّلوا كل أنواع المصائب، لكن المخالفين السياسين من المسلمين أنفسهم الذين لم يخافوا من الله، واستهانوا بالحساب في الآخرة أطلقوا الإشاعات ضدهم، فكانت نتيجة ذلك والتي رأيتها بعيني أن أصبح أولئك المسلمين ليس الجهلة الغافلين من العامة فحسب، بل كثير من الخواصّ المتعلّمين أهل القراءة والكتابة ولهم تعلق بالصلاة والصيام، يعتبرون أن هؤلاء "مشايخ الجمعية" يتقاضون رواتب من الكونغرس ورؤساء الهند، ولذلك يحمون الكونغرس، فنعوذ بالله من مذيعي الإشاعات السياسية .
وكم أفلحت إشاعات المخالفين المذهبيين والسياسيين ضد الشيخ محمد بن عبد الوهاب ودعوته وجماعته، يتصورها أولئك المشايخ الذين وقفوا على تاريخ المسلمين في القرن الماضي، وبالتصور والتفكر والتفهم يتبيّن أنه أصبح نتيجة تلك الإشاعات المضللة لفظةً واحدةً فقط "الوهابيّ" سبًّا وشتمًا .

( وقائع ذو عِبر )

الوقائع ذو عبر والقابلة للذكر هنا، التي سمعتها أو قرأتها كثيرة، لكني في هذه السلسلة أذكر واقعتان مررت بنفسي عليهما .
( 1 ) لما أدركت الفهم، وأصبحت لائقًا لسماع مثل هذه الأقوال ( لمّا كان عمري 7-8 سنة تقريبًا ) سمعت في منطقتنا بل في بيئتنا الخاصة واقعة مشهورة عامة وكأنها مسلّمة، أن شخصًا "عبد الوهاب النجدي" وأنه من عداوته لرسول الله صلى الله عليه وسلم اتخذ نفقًا لغرض نجس تجاه الروضة المقدسة، ليخرج الجسد الطاهر ( معاذ الله ) فيهين وينتهك حرمته، فزار ملك زمانه النبي صلى الله عليه وسلم في منامه وأعلمه بهذا، فقام فورًا وأمر بالحفر، فعُلِمَ الرجل، ثم قبض وقُتل(1) .
وأذكر جيدًا أنني في شبابي كنت أسمع هذه الواقعة كثيرًا وسمعتها بحيث أنني لم يراودني شك في صحتها حتى بعدها بمدة طويلة، ولا أعلم هل كانت هذه القصة مشهورة كهذا في مكان آخر أم لا؟ لكن في منطقتنا وفي بيئتنا الخاصة أيام شبابي كانت عامة على ألسنة الناس، وعلى حدّ ما أذكره أنهم كانوا يبيّنونها كما أنها واقعة تاريخية مسلّمة، وفي علم الجميع – ولا أذكر الآن متى وصل علمي أن هذا القول لا أصل له، وأنها حكاية مختلقة من أعدائه .
والواقعة الأخرى والتي تحيّرني أكثر هي أن أحدًا من مشايخ مكة المكرمة المعمّرين ( والذي لم يكن عاميَّا بل كان صاحب علم ) أخبر كاتب هذه السطور أن "النجدي الوهابي" يقول عن: ( الكلمة الشريفة "كلمة التوحيد" ) ( إيش محمد رسول الله ) قل " لا إله إلا الله " – أي ما هو محمد رسول الله، فقط قل "لا إله إلا الله" .
وظاهرٌ أن هذا القول لا أصل له قطعًا، ولا مجال للشبهة والشك في كذبها، والآن يعلم كل شخص وبخاصة سكان الحجاز المقدس، كما يمكنه أن ينظر بأم عينيه أن على علم دولة أولئك النجديين الوهابيين كُتبت الكلمة الشريفة كاملة " لا إله إلا الله محمد رسول الله "، وأنها شعارهم وعلامتهم، وأساس دعوتهم وحركتهم، وكل صفحة من كتبهم خير شاهد على ذلك .
وهنا أرى ضروريًّا توضيح أن ذلك الشيخ المعمّر الذي بيّن لي ذلك، أظن أنه لم يبيّن لي غلطًا متعمّدًا، ولم يطلق بهتانًا من تلقاء نفسه، بل يعني أنه سمع في أيامه قبل الحكومة النجدية الموجودة الآن – لأن الأعداء المذهبيين والسياسيين لأولئك النجديين كانوا يطلقون إشاعات وأقوال حتى أنشئوا جوًّا يتيقّن به الناس – ولعلّ مثل هذه الأقوال رسخت في قلب ذاك الشيخ ودماغه، والله أعلم .
وبعد هذا التمهيد أتعرض لأصل السؤال .

( الشيخ العلامة خليل أحمد رحمه الله وكتابه "التصديقات" )

الواقعة أن "التصديقات" ليس مصنفًا مستقلاًّ للشيخ العلامة خليل أحمد رحمه الله – وقتها أنه قبل 70-72 سنة، وفي سنة 1325هـ في المدينة المنورة قام بعض العلماء بسبب واقعة خاصة - وتفصيلها هنا سبب في الطول، على أنه غير ضروري(1) -، إرسال أسئلة تحريرية إلى الشيخ العلامة خليل احمد سهرانبوري متعلقة بعقائد ونظريات جماعة ديوبند وأكابرها عن مسلكه ومشربه، فكتب العلاّمة إجابات عليها ثم صدّقها ووثّقها أكابر آخرون من الجماعة، ثم نُشِرت تلك المجموعة من الأسئلة والأجوبة والتصديقات في شكل كتاب مترجم بالأردو، وكان اسمه "التصديقات" .
وكان السؤال الثاني عشر فيها: ( وفيما يلي ترجمة السؤال بالأردو ) .
السؤال الثاني عشر:
محمد بن عبد الوهاب النجدي كان يعتبر دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم حلالاً، وكان ينسب كافة الناس إلى الشرك، وكان يقع في شأن السلف، فما رأيك فيه؟ وهل تعتبر تكفير السلف وأهل القبلة أمرًا جائزًا، فما هو المشرب؟
فكتب الشيخ العلامة خليل أحمد في الإجابة على السائل وقد اعتمد على بيانه:
" حكمه عندنا هو ذاك الذي قاله صاحب الرد المحتار: ( أنهم جماعة من الخوارج ذات قوة وشوكة، تطاولوا على الإمام بما أوّلوا من تأويل، فكانوا يعتبرون الإمام على باطل أي على كفر أو معصية توجب قتاله، وبناءًا على تأويله هذا يعتبر نفوسنا وأموالنا حلالاً، ويأسر نساءنا . . " إلى أن قال " فحكمه حكم البُغاة، " ثم يقول كذلك " إننا لا نكفرهم فقط لكون فعلهم هذا ناشئ من تأويل ولو باطل ) .
وقال العلاّمة شامي على حاشيته: ( كما ظهر في زمننا أتباع عبد الوهاب(1)، فخرج من نجد وسطر على الحرمين الشريفين، وكان يُخبر أنه حنبلي المذهب، لكن عقيدته كانت أنه المسلم فقط، وأن من كان خلاف عقيدته فهو مشرك، وبناءًا عليه اعتبر أهل السنة وعلمائها مباحوا القتل، إلى أن قطع الله شوكتهم وقوتهم . . بقي أن القول بكفر سلف أهل الإسلام حاشا أن نقول أو نعتبر أحدًا منهم كافرًا . . الخ" . ( التصديقات ص13-14 ) .
من هذا الجواب لم يُعلم قطعًا أن الشيخ العلامة خليل أحمد رحمه الله لم يُظهر رأيه الخاص عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأحواله وعقائده، أو وقف أو حقّق أو اطّلع على كتاب للشيخ أو أحد أتباعه وبناءًا عليه أقام رأيه عليه، والذي يظهر أنه في إجابته اعتمد على ما بيّنه صاحب السؤال ( والذي كان عالمًا مدنيًّا )، كذلك أيّد العلامة ما بيّنه صاحب "رد المحتار" العلامة ابن عابدين شامي(2) .
ومن الظاهر كذلك أنه لو كان أقوال أحد الأشخاص وأحواله كتلك المندرجة في السؤال السابق - التي بيّنها السائل عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأتباعه – فإن الحكم الشرعي هو ذاك الذي كتبه الشيخ العلامة خليل أحمد رحمه الله .

( آثار الإشاعات المذهبية والسياسية ضد الحركة الوهابية في الحرمين الشريفين والبلاد الإسلامية الأخرى )

وفي هذه السلسلة لا بدّ أن يكون محط النظر أن الإشاعات المذهبية والسياسية ونتائجها والتي ذكرت أعلاه، فإن في الحرمين الشريفين وأكثر البلاد الإسلامية الأخرى كذلك كان مشهورًا فيها بعامة عما يتعلق بأهل نجد ودعوتهم وحركتهم تلك الأقوال بل أسوء منها . .
الشيخ أحمد زيني دحلان ( المتوفى سنة 1304هـ )، - والذي كان من كبار علماء الشافعية بمكة المكرمة – ما كتبه في كتابه "خلاصة الكلام" – والذي كتبه في أواخر القرن الثالث عشر وأوائل القرن الرابع عشر -، عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب ومُتّبعيه، لو سُلِّم أنه صحيح وثابت فإنه كافٍ جدًّا للإباحة دم مسلم، ( والقراء الكرام اطّلعوا على عبارات "خلاصة الكلام" في المقدمة )، فكان طبيعيًّا أن يصبح من نتائجه اعتبار أهل الحرمين الشريفين أهل نجد أسوء من اليهود والنصارى والمشركين .

( بيان للشيخ العلامة حسين أحمد المدني رحمه الله تعالى )

الشيخ العلامة حسين أحمد المدني رحمه الله – والذي كان مقيمًا بالمدينة المنورة مسلسلاً من سنة 1316هـ حتى 1333هـ (17-18 عامًا) – في كتابه "الشهاب الثاقب" في كتابته عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب وجماعته كتب حال العرب وأهل الحرمين:
" كان العرب يُكِنون بغضًا قلبيًا للشيخ محمد بن عبد الوهاب وأتباعه، حتى لم يكن مقدار ذلك البغض لليهود ولا للنصارى ولا للمجوس ولا للهنود " ص 74 .
قام الشيخ العلامة خليل أحمد رحمه الله قبل سنة 1325هـ بثلاثة أسفار على الأقل إلى الحرمين الشريفين للحج والزيارة(1)، وكانت له لقاءات مع الأعيان والأكابر، فالظّنُّ أنه كان أيضًا متأثرًا بذاك الفضاء، ولا نجد دليلاً بأي مكان أن العلاّمة اطّلع على أي تصانيف الشيخ محمد بن عبد الوهاب أو أحد علماء حلقته، ولا اتفق أن التقى بأحد منهم وتبادل معه الآراء، وبناءًا عليه قام له الرأي الذي كتبه العلاّمة في جواب على سؤال أحد العلماء المدنيين في كتاب " التصديقات " .

( تغيّرُ رأي العلامة السهرانبوري رحمه الله في الوهابيين النجدين )

لكن بعد تحرير " التصديقات " بعشرين سنة تقريبًا، ولمّا كان له آخر سفر إلى الحجاز المقدس، ثم بنيّة الهجرة أقام بالمدينة المنورة، وكان من حسن الاتفاق أنه في ذاك الوقت سيطر سلطان نجد عبد العزيز بن سعود على الحجاز، - أي: جماعة الشيخ محمد بن عبد الوهاب -، وفي ذاك الزمن كان الشيخ عبد الله بن بليهد وهو من العلماء المشهورين من سلسلة الشيخ محمد بن عبد الوهاب – والذي كان قاضي القضاة من طرف الحكومة السعودية للحجاز المقدس -، وكان مقيمًا بمدينة طيبة، واتفق أن كان منزله قريبًا من مقر إقامة العلاّمة، وبعد اللقاء به مرارًا، والحديث معه، ومشاهدة أحواله، طرأ التغيُّر في الرأي الذي أقامه العلاّمة تجاه الجماعة النجدية المنسوبة إلى الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ثم كتب ذلك باسم العلاّمة ظفر علي خان محرّر ( روزنامه "زميندار") الشهيرة في "لاهور"، وقد تمّ نشره في تلك الأيام في "زميندار"، ثم نُشِر بعد ذلك في كتابه باسم "خطوط الكبار" .

( كتابة العلاّمة السهرانبوري باسم محرّر "زميندار" )

" قاضي القضاة الشيخ عبد الله بن بليهد الذي منزله قريب من منزلي، والتقيت به كثيرًا، وتحدثت معه في المسائل الدينية كذلك، عالمٌ كبير، مذهبه مذهب أهل السنة والجماعة، ويعمل على ظاهر الحديث كما هي طريقة الإمام أحمد بن حنبل رحمة الله عليه، يحبُّ كثيرًا كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وشيخ الإسلام ابن القيم، وتكون محط نظره دائمًا- وهذين العالمين الجليلين ذو مرتبة عالية عند مشايخنا كذلك -، ويتنفّر بأقصى درجة من البدع والمحدثات، يعتبر التوحيد والرسالة جذر الإيمان، والقصد أنه على حدّ ظنّي لا ينحرف عن عقائد أهل السنة، وأكثر أهل نجد قرؤوا القرآن الكريم، وحفظته كُثُر، يهتمون بصلاة الجماعة أقصى الاهتمام، ومع أن هذه الأيام أيام برد شديد في المدينة المنورة، إلاّ أن أهل نجد يحضرون صلاة الفجر باهتمام، وعلى كل حال الحالة الدينية للقوم رأيتها تَهَبُ الاطمئنان " .
( خطوط الكبار ص 12،11

(1) هنا قول قابل للذكر، وهو أن الجهلة العامة كانوا يعتقدون أن ( عبد الوهاب النجدي ) هو المُوجِد للوهابية، والمجرم الأصلي فكانوا يسبّونه ويشتمونه ليخرجوا حرارة قلوبهم، ولم يقفوا على أن رافع علم الجهاد ضد البناء على قبور الصالحين، والسجود لها، وإقامة النذور، والاستغاثة بهم، والأعمال الشركية الأخرى هو في الأصل ابن الشيخ عبد الوهاب الشيخ محمد، والمعروف في التاريخ باسم: "الشيخ محمد بن عبد الوهاب"، ووالده الشيخ عبد الوهاب وإن كان عالمًا وفقيهًا كبيرًا وقاضي عيينة وحريملة، لكن كان في مزاجه الخاص حبٌّ للراحة، وعليه بقي في معزل عن الحركة وصخبها، بل إنه كي يبقى منفرًا وفي معزل ترك السكنى بمنطقته الأصلية ( عيينة )، وانتقل إلى منطقة قريبة منها ( مدينة حريملة ) واختار السكنى بها، لأن ( عيينة ) كانت قد أصبحت مركزًا لحركة الشيخ محمد، ويُعلم هذا كل شخص وقف على تاريخ وأحوال تلك العائلة، بل أن أحد مخالفي الشيخ محمد بن عبد الوهاب بشدة، الشيخ أحمد زيني دحلان المكي في كتابه: "خلاصة الكلام" أن الشيخ عبد الوهاب قد خالف بشدة دعوة ابنه وحركته . ( خلاصة الكلام ص229 ) .

(1) المراد من هذا رئيس المبتدعين القبوريين أحمد رضا خان، ومُشعِل فتنة " حسام الحرمين "، وبعض تفاصيله سيعلمه القراء عند اطلاعهم عليه في نهاية المقال .

(1) هنا في عبارة العلامة شامي اسم "عبد الوهاب" ، وفي "التصديقات" نقلت تلك العبارة من "رد المحتار" وترجم طبقًا على ذلك، فيعلم أن العلامة شامي كذلك كان مبتلًى بذلك الفهم الخاطئ، والذي ابتُلِي فيه أناس غيره فكانوا يعتبرون ناشئ وحامل لواء "حركة الوهابية" هو: ( الشيخ عبد الوهاب )، وهذا غير صحيح كما كُتِب في أحد الحواشي السابقة .

(2) العلامة ابن عابدين شامي كان معاصرًا للشيخ محمد بن عبد الوهاب وأبنائه وأحفاده وتلاميذه، والذين كانوا بمثابة خلفاء في قيادة الشيخ، والعبارة التي نُقِلت هنا في الإجابة يُعلم منها أن حكومة آل سعود كانت مسيطرة على الحرمين الشريفين، وكذا انتهت سيطرتهم عليها في زمن العلامة شامي نفسه، وبناءًا على بيان الشيخ أحمد زيني دحلان فإن حكومة نجد كانت على الحرمين الشريفين من سنة 1220هـ إلى 1227هـ . ( خلاصة الكلام ص238 ) .

(1) السفر الأول في سنة 1293هـ، والثاني في 1297هـ، والثالث في 1322هـ .

كتابةٌ أخرى للشيخ السهرانبوري )

للشيخ العلاّمة خليل أحمد السهرانبوري رحمه الله كتابةٌ أخرى تتعلّق بهذا الموضوع وهذه المسألة كتبت تلك الأيام غير التي كُتِب باسم العلاّمة ظفر علي خان المدرج أعلاه .
فليلاحظ المطّلعون الكرام على هذا الكتابة للشيخ رحمه الله، والذي كتبه الشيخ جوابًا على رسالة الشيح حافظ محمد يعقوب –ابن بنت الشيخ العلاّمة غنغوهي رحمه الله- في ربيع الثاني سنة 1345هـ من مدينة طيبة –والذي تمّ نشره في "النور تهانه بون" الشهرية، عدد رجب 1345هـ(1)-، كما أن هذا هو الوقت الذي قام في الهند من طرف اتحاد أهل البدع والشيعة المقابل ضد حكومة ابن سعود الوهابية والوهابيين بإشعال طوفان الإشاعات، وكانوا يمنعون الناس من أداء الحج ، وتفصيل ذلك سيلاحظه المطّلعون الكرام في الصفحات المقبلة للمقالة .
الغرض في هذا الفضاء وهذه البيئة كتب الشيخ حافظ محمد يعقوب غنغوهي رحمه الله رسالة إلى الشيخ السهرانبوري في مدينة طيبة استفسر فيها عن "حكومة ابن سعود الوهابية "، والجزء المتعلق بالسؤال كتبه الشيخ رحمه الله في إجابته مدرج ذيلاً :
يحرّر رحمه الله:
" في ظني أن هذه الحكومة باعتبار ذاك الزمن كانت في غاية الالتزام، وكانت نواياها حسنة في أعمالها، وحسب ما أُنجِز من أعمال كبار، في نظري لم يخلو أحد منها الطابع الديني، وبعض الأمور الصّغار التي كانت تحصل فيها الغفلة على حدّ تأمّلي وجهه هو أنه لم يكن لدى الحكومة أناس ملتزمين لائقين، فهذا وجهه أن بعض الانتظامات كان يحصل بها الخطأ والتقصير، حتى السلطان ابن سعود ذاته كان مزاجه في غاية الالتزام حكيمًا متحملاً، لكن الآدمي الواحد ماذا يفعل إن لم يكن له يَدٌ ورِجلٌ؟، وكانت الحالة الأمنية هي أن الجمل كانت تغدو وتروح مفردة ومثناة بين مكة المعظمة والمدينة المنورة وينبع وجدة فلا تنشأ عند أحد شكاية، وحيث توقُّع الشكوى فكان مبناه هدم القبة، والذي اتّخذه الجهال وأقروه باشتراكهم مع الروافض دينًا وإيمانًا لهم، والهدم عندي واجب يقينًا، والحكومة أيضًا قد استفتت علماء المدينة ولمّا أفتى العلماء هنا بالجواز تجرؤوا على الهدم .
الصاحب العلاّمة الذي كتب إليك أنّ التوقّعات التي كانت من الحكومة لم تظهر كذلك، لا نعلم الحديث الذي يُوَصّلُ إلى آذانهم، اكتبوا لصاحبكم العلاّمة من طرفي أن هذا إلى حدّ ما كنت أتخيّله، ثم بعد وصولي هنا واطّلاعي على الأحوال أرى الألوان والأعمال بنظر الاستحسان كثيرًا، فقط . خليل أحمد بمدينة طيبة 12 ربيع الثاني سنة 1345هـ (2).
بمطالعة الكتابتين للشيخ العلاّمة يظهر بجلاء أن الشيخ العلاّمة خليل أحمد رحمة الله عليه في سنة 1325هـ، ما كتبه جواب سؤال أحد علماء المدينة عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب وجماعته –والذي نُشر في "التصديقات"- كان منشأه لم يكن على علمه الذاتي وما وقف عليه، بل كان على بيان السائل والشهرة العامة – والذي يظهر تأييده إلى حد ما ببيان العلاّمة الشامي رحمه الله أيضًا- فقد كتب العلاّمة في جوابه، لكن بعد ذلك لمّا رأيت خواص وعوام تلك الجماعة وعقائدها وأعمالها وأحوالها علمًا ومشاهدةً مباشرةً فكان ذلك الرأي الذي قام لدى العلاّمة، والذي حرّره بقلمه في الكتابتين المدرجة آنفًا .

( منشأ رأي الشيخ العلاّمة حسين أحمد رحمه الله )

عند كاتب هذه السطور أن المعاملة كانت نفسها لدى الشيخ العلاّمة حسين أحمد رحمه الله، كما ذكر أعلاه، الشيخ العلاّمة كان قيامه في المدينة المنورة من سنة 1316هـ حتى سنة 1333هـ، وبتجربته وإحساسه في ذاك الزمن، وبناءًا عليه، وقد نقل أعلاه كان بيان العلاّمة نقلاً من "الشهاب الثاقب" أنّ:
" أهل العرب كانوا يُكنُّون للشيخ محمد بن عبد الوهاب وأتباعه من البغض والعداوة أشدّ من اليهود والنصارى والمجوس والهنود " .
وكذلك هذه الواقعة أن الشيخ أحمد زيني دحلان في كتابه "خلاصة الكلام"، و"الدرر السّنية"، وقد نُشِرت كتب عديدة لعلماء آخرين خلاف وهابيوا نجد، وتقريبًا وصلت يد كل قارئ وكاتب، وفيها ما كُتب عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب ودعوته وجماعته كذلك ما هو شديد الاشتعال، وقد لاحظ القراء الكرام نموذجًا من ذلك في المقدمة .
في خيال راقم السطور أنّ هذه الأشياء عن جماعة الشيخ محمد بن عبد الوهاب كانت ذريعة معلومات الشيخ العلاّمة حسين أحمد، وتلك المعلومات والاطلاعات ولَّدت غضبًا وغيظًا شديدًا في قلبه خلاف هذه الجماعة، وشدة ذلك يدركه ويشعر به أكثر من طالع كتاب "الشهاب الثاقب".
أثناء كتابة هذه السطور انتقل ذهن راقم السطور إلى قصة موسى وهارون عليهما السلام، والمذكورة في القرآن المجيد أن هارون عليه السلام لم يكن مقصرًا في الواقع، لكن موسى عليه السلام ظنّه مقصرًا وأظهر الغيظ والغضب خلافه وأخذ بلحيته ورأسه يجرّه إليه، ولم يدع له الغضب فرصةً في أن يتحقق من الواقعة، ثم بعد ما علم الحقيقة استغفر وقال في جناب الله: رب اغفر لي ولأخي وأدخلنا في رحمتك وأنت أرحم الراحمين(1) .

( الحق في هذا ما بيّنه الشيخ غنغوهي رحمه الله )

هذا العاجز سنحت له الفرصة ليطلع بعض كُتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب وبعض العلماء الآخرين من جماعته، وقرأ بعض الشيء عن تاريخه وحياته، كما اطّلع على تصانيف مخالفيه الشديدين، وبعد مطالعة كل هذا وصل راقم السطور إلى هذه النتيجة أنّ جواب شيخنا شيخ المشايخ العلامة رشيد أحمد غنغوهي وبألفاظ مختصرة على استفسار وُجِّه إليه فيما يتعلق بالشيخ محمد بن عبد الوهاب وجماعته هو رأيًا في نهاية التحقيق والبصيرة، فليقرأه المطّلعون مرة واحدة:
" إنّ المقتدين لمحمد بن عبد الوهّاب يُقال لهم: وهّابي، كانت عقائدهم صحيحة ومذهبهم حنبليًّ، إلا أنه كان في مزاجهم شدةً، لكنه ومقتدوه طيّبون، لكن نعم من تعدّى عن حدّه لحقه الفساد " .
( فتاوى رشيدية ج1 ص72 ) .

( رأي العاجز في الشيخ محمد بن عبد الوهاب ودعوته وحركنه )

أثناء كتابة لهذا الموضوع اطّلع راقم السطور مرة أخرى على المصنّف الأم والأهم في سلسلة دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب إلى إخلاص التوحيد واتباع السنة، وكذلك في هذه السلسلة رسالته الخاصة ( كشف الشبهات )، وعمومًا تاريخ حياته ودعوته وما يتعلق به من كتب عقيدة، والعاجز لا شبهة لديه قطعًا في أنّ الشخص الذي بتوفيق الله فهِم القرآن المجيد ودعوة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى التوحيد الخالص ثم يكون عنده الحب له، ويكون عنده البغض والعداوة للشرك والبدعة وجميع أشكاله وأقسامه – والذي من المفترض أن يتوفّر لدى المؤمن الصادق – فسيتّفق كلّيًا على دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب أصولاً ومنشأً ( ولو مع الإحساس بالشدة في بعض الجزئيّات ، واختلاف الرأي في بعض التفريعات )، وهو قد يوجد عند أهل الحق أيضًا .
وعن مسلكه ودينه فإن طرز فكره على سبيل النشأة هو كالذي عند شيخ الإسلام ابن تيمية وتلاميذه كابن القيّم وغيره رحمهم الله تعالى، وحتى معاملة أساتذتنا وكبرائنا مع أولئك المشايخ هو: أنه مع وجود الاختلافات في كثير من المسائل والتحقيقات إلاّ أنّهم يعدّونهم من أكابر علماء الأمة، ويذكرون أسمائهم بكل عزةٍ واحترامٍ دائمًا .
في الصفحات السابقة نُقِل المكتوب الأول للشيخ العلاّمة خليل أحمد المهاجر المدني باسم محرّر " زميندار لاهور" اليومية العالم ظفر علي خان المرحوم والذي كتب فيه الشيخ بعد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية وشيخ الإسلام ابن القيم :
" عند علمائنا أيضًا هذين الشيخين عالمين ذو مرتبة عالية " .
على كل مسلك الشيخ محمد بن عبد الوهاب وطرز فكره هو نفسه الذي لدى هذين الشيخين .
إنّ الموقف والمسلك الفقهي لهذين الشيخين، وكما هو معلوم لدى أهل العلم أنه المذهب الحنبلي لكن إن وجُدت مسألة في الفقه الحنبلي خالفت حديثًا صحيحًا فدعونها ويتّبعون الحديث، وهذا هو مسلك وموقف الشيخ محمد بن عبد الوهاب والذي صرّح به مرارًا في تصانيفه وعلى سبيل المنهج فهو بعينه طرز فكر وعمل الذي كان في أكابر علماء الحنفيّة بالهند عند أستاذ الأساتذة الشيخ شاه وليّ الله المحدث الدهلوي رحمة الله عليه، والذي كان معاصرًا للشيخ محمد بن عبد الوهاب أيضًا (1)، وكما في علم كل شخصٍ اطّلع على تصانيف الشيخ شاه: "حجة الله البالغة"، "شرح موطأ الإمام مالك"، "المسوّى"، "المصفّى"، " العقد المجيد"، "الإنصاف "، وغيره .


( مهمة إطلاق الإشاعات خلاف حركة الشيخ محمد بن عبد الوهاب الإصلاحية، وردّ الاتهامات من جهة الشيخ )

إن مهمة إطلاق الإشاعات والبهتان العظيم خلاف الشيخ محمد بن عبد الوهاب ودعوته الذي ذُكِرت الصفحات السابقة، قد بدأت سلسلتها في حياته، وهو كمؤمنٍ صادق وداعٍ مخلص قام بالرّد عليها بنفسه، ورسائله العديدة حُفِظت في كتب سيرته، وفي آخر وقبل وفاته بعامين – سنة 1204هـ - وفي ذاك الوقت كتب شريف مكة غالب بن ساعد إلى - الحكومة السعودية – حاكم الدرعية عبد العزيز بن سعود أن أرسلوا إلينا من يستطيع أن يوضّح لنا الدعوة والمنهج – أي عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب وجماعته -، ويناقشوا مع العلماء هنا في هذا الموضوع، فأرسل الشيخ محمد بن عبد الوهاب أحد تلاميذه الذي يعتمد عليه لهذا المقصد، كما أرفق معه رسالة باسم علماء مكة المكرمة الكرام، وهذه بعض الفقرات المقتبسة منه:
" يكتب بعد بسم الله، وخطاب التكريم، سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد: فقد جرى من الفتنة ما بلغكم وبلغ غيركم وسببه هدم بنيان أرضنا على قبور الصالحين ومع هذا نهيناهم عن دعوة الصالحين وأمرناهم بإخلاص الدعاء لله فلمّا أظهرنا هذه المسألة مع ما ذكرنا من هدم البناء الذي على القبور كبر على العامة وعاضدهم بعض من يدعي العلم لأسباب لا تخفى على أمثالكم. . فأشاعوا عنّا أنَّا نسبّ الصالحين، وأنَّا على غير جادّة العلماء ورفعوا الأمر إلى الشرق والغرب، وذكروا عنا أشياء يستحي العاقل من ذكرها، وأنا أخبركم بما نحن فيه. . . فنحن ولله الحمد متّبعون لا مبتدعون على مذهب الإمام أحمد بن حنبل . . . وأنا أشهد الله وملائكته وأشهدكم إنّي على دين الله ورسوله وإنّي متّبع لأهل العلم(2) .
وكذلك كتابة أخرى للشيخ والذي كتبها جوابًا لمعاصره العلامة العراقي عبد الرحمن السويدي وكان من فقراته:
" إني ولله الحمد متبع وليس بمبتدع، عقيدتي وديني الذي أدين الله به هو مذهب أهل السنة والجماعة الذي عليه أئمة المسلمين مثل الأئمة الأربعة وأتباعهم ..." .
وكتب فيه لاحقًا:
" ومنها ما ذكرتم أني أكفر جميع الناس إلا من اتبعني وأزعم أن أنكحتكم غير صحيحة ويا عجبا، كيف يدخل هذا في عقل عاقل هل يقول هذا مسلم ... وكذلك قولهم إنه يقول لو أقدر على هدم قبة النبي صلى الله عليه وسلم لهدمتها " .
وكتب فيه أخيرًا: "والحاصل أن ما ذكر من الأسباب غير دعوت الناس إلى التوحيد والنهي عن الشرك فكله من البهتان" (1).
ومثل هذا في كتابات ومراسلات الشيخ الأخرى أيضًا والذي نقلها المطلّعون على تاريخه .


( الرسالة المستقلة للشيخ عبد الله بن محمد في توضيح الدعوة والمنهج والرد على البهتان )

" مذهبنا في أصول الدين مذهب أهل السنة والجماعة، وطريقتنا طريقة السلف ...
ونحن أيضا في الفروع على مذهب الإمام أحمد بن حنبل، ولا ننكر على من قلد أحد الأئمة الأربعة..
ولا نستحق مرتبة الاجتهاد المطلق، ولا أحد منا يدعيها، إلا أنا في بعض المسائل إذا صح لنا نص جلي من كتاب أو سنة غير منسوخ ولا مخصص ولا معارض بأقوى منه وقال به أحد الأئمة الأربعة أخذنا به وتركنا المذهب ...
وقد سبق جمع من أئمة المذاهب الأربعة لاختيارات لهم في بعض المسائل مخالفة للمذهب الملتزمين تقليد صاحبه " ص ٣٨-٣٩ .
"وأما ما يكذب علينا سترًا للحق، وتلبيسًا على الخلق... وأنا نضع في رتبة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بقولنا: النبي رمة في قبره، وعصا أحدنا أنفع له منه، وليس له شفاعة، وأن زيارته غير مندوبة،...
وأنا لا نعتمد على أقوال العلماء، فنتلف مؤلفات أهل المذاهب لكون فيها الحق والباطل، وأنا مجسمة، وأنا نكفر الناس على الإطلاق...
ومن فروع ذلك أنا لا نقبل بيعة أحد إلا بعد التقرر عليه بأنه كان مشركا، وأن أبويه ماتا على الشرك بالله، وأنا ننهى عن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم... وغيره .
فلا وجه لذلك فجميع هذه الخرافات وأشباهها لما استفهمنا عنها من ذكر أولا وكان جوابنا في كل مسألة من ذلك : " سبحانك هذا بهتان عظيم " . ص٤٠-٤١ .
ويكتب بعد أسطر :
" والذي نعتقده أن رتبة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أعلى مراتب المخلوقين على الإطلاق، وأنه حي في قبره حياة برزخية أبلغ من حياة الشهداء للنصوص عليها في التنزيل، إذ هو أفضل منهم بلا ريب، وأنه يسمع سلام المسلم عليه، وتسن زيارته إلا أنه لا يشد الرحل(2) إلا لزيارة المسجد والصلاة فيه، وإذا قصد مع ذلك الزيارة فلا بأس، ومن أنفق نفيس أوقاته بالاشتغال بالصلاة عليه – عليه الصلاة والسلام – الواردة عنه فقد فاز بسعادة الدارين، وكفي همّه وغمّه كما جاء في الحديث " . ص 41 .
" ولا ننكر كرامات الأولياء ونعترف لهم بالحق، وأنهم على هدى من ربهم مهما ساروا على الطريقة الشرعية، والقوانين المرعية، إلا أنهم لا يستحقون شيئًا من أنواع العبادات لا حال الحياة ، ولا بعد الممات، بل يطلب من أحدهم الدعاء في حال حياته، بل ومن كل مسلم . . . ص41 .
ثم يكتب بعد أسطر:
" ونثبت شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم يوم القيامة حسبما ورد، وكذا نثبتها لسائر الأنبياء والأولياء والأطفال حسبما ورد أيضًا، نسألها من المالك لها والآذن فيها لمن يشاء من الموحّدين الذين هم أسعد الناس بها كما ورد بأن يقول أحدنا متضرعًا إلى الله تعالى: اللهم شفّع فينا عبادك الصالحين أو ملائكتك، أو نحو ذلك مما يطلب من الله لا منهم، فلا يُقال : يا رسول الله، أو يا وليّ الله أسألك الشفاعة أو غيرها، كأدركني، أو أغثني، أو اشفني، أو انصرني على عدوّي، ونحو ذلك مما لا يقدر عليه إلا الله تعالى .
فإذا طلبت ذلك مما ذكر في أيّام البرزخ كان من أقسام الشرك(1)... . ص41 .
فإن قال قائل منفّر عن قبول الحق والإذعان له: يلزم من تقريركم وقطعكم في أنّ من قال: يا رسول الله أسألك الشفاعة – إنه مشرك مهدر الدم – أن يُقال بكفر غالب الأمة ولا سيّما المتأخرين لتصريح علمائهم المعتبرين أنّ ذلك مندوب وشنّوا الغارة على من خالف في ذلك .
قلت: لا يلزم ذلك لأن لازم المذهب ليس بمذهب كما هو مقرر ومثل ذلك لا يلزم أن نكون مجسمة وإن قلنا بجهة العلو كما ورد الحديث بذلك .
ونحن نقول فيمن مات "تلك أمة قد خلت"، ولا نكفر إلا من بلغته دعوتنا للحق، ووضحت له المحجّة، وقامت عليه الحجّة، وأصرّ مستكبرًا معاندًا،كغالب من نقاتلهم اليوم، يصرّون على ذلك الإشراك، ويمتنعون من فعل الواجبات ويتظاهرون بأفعال الكبائر المحرّمات .
فإن قلت: هذا فيمن ذهل فلّما نبّه انتبه، فما القول فيمن حرّر الأدلّة، واطّلع على كلام الأئمة القدوة، واستمرّ مُصِرًّا على ذلك حتى مات ؟
قلت: ولا مانع أن نعتذر لمن ذكر، ولا نقول أنه كافر، ولا لما تقدم أنّه مخطئ وإن استمرّ على خطأه، لعدم من يناضل في هذه المسألة في وقته بلسانه وسيفه وسنانه، فلم تعمّ عليه الحجّة، ولا وضحت له المحجّة، بل الغالب على زمن المؤلفين المذكورين التواطؤ على هجر كلام أئمة السنّة في ذلك رأسًا، ومن اطّلع عليه أعرض عنه قبل أن يتمكن في قلبه، ولم يزل أكابرهم تنهى أصاغرهم عن مطلق النظر في ذلك، وصولة الملوك قاهرة لمن وقر قلبه شيء من ذلك إلا من شاء الله منهم .
هذا وقد رأى معاوية وأصحابه رضي الله عنهم منابذة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، بل وقتاله ومناجزته الحرب، وهم في ذلك مخطئون بالإجماع، واستمرّوا في الخطأ حتى ماتوا، ولم يشتهر عن أحد من السلف تكفير أحد منهم إجماعًا بل ولا تفسيقه، بل أثبتوا لهم أجر الاجتهاد، وإن كانوا مخطئين كما ذلك مشهور عند أهل السنّة . ص 44-45 .
ثم يكتب المصنف في هذه السلسلة:-
" ونحن كذلك لا نقول بكفر من صحّت ديانته وشهر صلاحه، وعلم ورعه وزهده، وحسنت سيرته، وبلغ من نصحه للأمة ببذل نفسه لتدريس العلوم النافعة والتأليف فيها، وإن كان مخطئًا في هذه المسألة أو غيرها، كابن حجر الهيتمي فإنا نعرف كلامه في "الدرر المنظم" ولا ننكر سعة علمه، ولهذا نعتني بكتبه، كشرح الأربعين، والزواجر، وغيرهما، ونعتمد على نقله إذا نقل؛ لأنه من جملة علماء المسلمين " ص46 .

(1) كتابة الشيخ السهرانبوري رحمه الله هذا وُجِد ببحث وجهد مرتب وناشر "خطوط الكبار" العزيز العلامة محمد شاهد المظهري السهرانبوري –ابن بنت شيخ الجديث العلامة محمد زكريا دامت بركاتهم- وراقم السطور قد حصل على نسخة منه، جزاهم الله تعالى . النعماني غفر له .

(2) مقتبس من "النور" الشهرية تهانه بون شهر رجب المرجب 1345هـ ص23 .

(1) رجوع العلامة المدني عن رأيه ببيان إخباري/ ما كُتب عن الشيخ العلاّمة حسين أحمد كُتِب توقعًا وقياسًا، ثم عُلِم أن الشيخ قبل 52-53 عامًا، وفي سنة 1925هـ اعترف في بيان إخباري أن رأيه الذي أظهره عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب وجماعته في: "الشهاب الثاقب" كان مبناه على الشهرة العامة، والبيانات من كتب مخالفيه، والآن هو بنفسه يعتبره غلطًا، وهذا البيان الإخباري سيطلع عليه القراء بأنفسهم في هذه المقالة بالصفحات القادمة .

(1) الشيخ شاه وليّ الله وُلد سنة 1114هـ وتوفي في 1176هـ، والشيخ محمد بن عبد الوهاب ولد سنة 1115هـ وبعد عمر أكثر من 90 سنة توفي سنة 1206هـ، وزيادة عليه ففي ذاك الوقت كا نا شريكين في الاستفادة العلمية من أكابر علماء مدينة طيبة، فمثلاً هما استفادا علميًّا من الشيخ محمد حياة السندي، فالأستاذين أخوين أيضًا .

(2) "محمد بن عبد الوهاب" لأحمد عبد الغفار العطار، طبع في بيروت ص 174-175 .

(2) محمد بن عبد الوهاب للعطار ص ١٤٤-١٤٥.

(2) شدّ الرّحال – يعني تجهيز العدة للسفر -، وسيأتي تفصيله (معراج أحمد) .

(1) مسألة سؤال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيلاحظ المطّلعون الكرام على مسلك علمائنا وأكابرنا فيه قريبًا إن شاء الله .

ويكتب في آخر هذه الرسالة موضحًا مسلكه:
هذا وعندنا أنّ الإمام ابن القيّم وشيخه(1) إماما حق من أهل السنّة، وكتبهم عندنا من أعزّ الكتب، إلا أنّ غير مقلدين لهم في كل مسألة، فإ كل أحد يُؤخذ من قوله ويترك إلا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ومعلوم مخالفتنا لهما في عدّة مسائل، منها: طلاق الثلاث بلفظ واحد في مجلس، فإنا نقول به تبعًا للأئمة الأربعة، ونرى الوقف صحيحًا، والنذر جائزًا ويجب الوفاء به في غير معصية . ص49 .
ويذكر في الأسطر الأخيرة ويختم بها رسالته:
" ولا ننكر الطريقة الصوفية وتنزيه الباطن من رذائل المعاصي المتعلقة بالقلب والجوارح مهما استقام صاحبها على القانون الشرعي، والمنهج القويم المرعي، إلا أنّنا لا نتكلف له تأويلاً في كلامه ولا في أفعاله، ولا نعول ونستعين ونستنصر ونتوكل في جميع أمورنا إلا على الله تعالى، وهو حسبنا ونعم الوكيل، نعم المولى ونعم النصير .
وصلى الله على سيّدنا محمد وآله وصحبه وسلم .
قال ذلك عبد الله بن الشيخ محمد بن عبد الوهّاب عفا الله عنه والمسلمين(2) .
( إصابة رأي الشيخ غنغوهي )
ما ذُكر في الصفحات السابقة من اقتباسات بعض مكاتيب الشيخ محمد بن عبد الوهاب وابنه الفاضل الشيخ عبد الله بن في رسالته الموضّحة لدعوته ومسلكه – والذي كتبه قبل مائتي سنة تقريبًا أمام علماء وعوام مسلمي المذاهب الأربعة في مكة المكرمة - بهذا يثبت لنا رأي الشيخ العلاّمة رشيد أحمد غنغوهي الذي أظهره في فتواه عن الشيخ محمد بن عبد الوهّاب وجماعته في أنّ: عقائدهم كانت صحيحة ومذهبهم حنبليًّا، وهذا القول يظهر أمامنا بكل تفصيل ووضوح أنّ مسلكه وطرز فكره هو هو لطبقته من أهل السّنّة يتزعمها شيخ الإسلام ابن تيمية الحرّاني وتلميذه الشيخ ابن القيّم الدمشقي وغيره ، وشيخنا شيخ المشايخ الشاه وليّ الله معترفٌ بجلالة قدر وعظيم علم ودين هؤلاء المشايخ، وطرز فكره قريب منهم كثيرًا .
( تشابه لون دعوة وحركة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ودعوة وحركة الشيخ الشاه إسماعيل شهيد رحمها الله )
كذلك يُعلم من المنقولات السابقة المقتبسة، ومطالعة التصانيف الأخرى لأولئك المشايخ ككتاب التوحيد وغيره أن نقطة نظر الشيخ وعمله هو الدّعوة إلى إخلاص التوحيد والإصرار الشديد على متطلباته، واتخاذ كل طريق للجهاد خلاف عبادة القبور والصالحين والأرواح، والنذر لغير الله والاستغاثة والذّبح، وسائر أشكاله وأقسامه – والتي انتشرت أوساط الضُّلال من المسلمين بسعي الشيطان – وكان ذلك الطرز والعمل بل وأشدّ من ذلك لأحد أئمة جماعتنا وقدوتنا الشهيد في سبيل الله الشاه محمد إسماعيل رحمة الله عليه في مصنفه
KojlinMakolvin is offline


Old 03-22-2011, 04:52 AM   #2
KojlinMakolvin

Join Date
Oct 2005
Posts
394
Senior Member
Default
I have another question for KeepTheGazeDown & Al_zayn and brothers who have similar views.

Why would a hardcore wahhabi promote Imam Anwar Shah Kashmiri if his creed was against the creed of Wahhabis ?

We see that Umm Abdullah -- of [CLIP] promoting the aqida of Imam Anwar Shah Kashmiri and on DHAHIR literal meanings.



Muhammad Anwar Shah Kashmiri on sifat (attributes) of Allah, and the way of the Salaf in this matter



( واعلم ) أن المشابهات مثل نُزول الله إلى السماء الدنيا ، واستواءه على العرش ، فرأى السلف فيها الإيمان على ظاهره ما ورد إمهاله على ظاهره بلا تأويل وتكييف ، ويفوض أمر الكيفية إلى الله تعالى ، وأما ما نسب إلى بعض السلف مثل ابن عباس أنه يعلم معاني المقطعات القرآنية على تقدير صحته بيان محتملات ، ويتوهم من جامع الفصولين وهو من معتبراتنا النهي عن الترجمة اللغوية أيضاً للمتشابهات ، لكن قريحتي يحكم أن النهي عنه تفسيرها لا ترجمتها تحت الألفاظ من الحقوق واليد والوجه وغيرهما ، وأما مذهب المتكلمين فهو التأويل في المتشابهات موافقاً للشرع ، وقال المتكلمون : إن مذهب السلف التفويض وهو أسلم ، ومذهبنا أي المتكلمين التأويل بالعقل وفاق الشرع وهو أحكم ، ومعناه أن أصل مذهب أهل السنة التفويض ، وأما التأويل فعند الضرورة والمقابلة مع الغير من مخالفي أهل السنة ، والمتكلمون إنما احتاجوا إلى التأويلات عند المناظرة مع معاندي الإسلام ، فما قال بعض الناس من الألفاظ الركيكة في حقهم فبريؤون عنها ، وأما مذهب المبتدعين في المتشابهات فالتأويلات المخالفة للشريعة الغراء الموافقة لعقولهم القاصرة عياذاً بالله ، ومذهب المشبهة أن الله جسم كالأجسام ، ومذاهب أخر لا أذكرها ، وأما تفويض السلف فيحتمل المعنيين :
أحدهما : تفويض الأمر إلى الله وعدم الإنكار على من تأول كيف ما تأول بسبب إقرارهم بعدم العلم .
ثانيهما : تفويض التفصيل والتكييف إلى الله تعالى والإنكار على من تأول برأيه وعقله ومرادهم هو الاحتمال الثاني لا الأول

-------------------------
ودل ماروينا على رغم أنف من قال بأن أبا حنيفة جهمي عياذاً بالله ، فإن أبا حنيفة قائل بما قال السلف الصالحون ، فالحاصل
أن نزول الباري إلى سماء الدنيا نزول حقيقة يحمل على ظاهره ويفوض تفصيله وتكييفه إلى الباري عز برهانه ، وهو مذهب الأئمة الأربعة والسلف الصالحين كما نقله الحافظ في فتح الباري عنه ، وذهب الأشاعرة المتكلمون إلى ما ذهبوا

--------------------------
قوله : ( أمرُّوها كما هي الخ ) أمرُّوها على ظواهرها ، وأما تأويل اليد بالقدرة أو القوة فقال الترمذي : إنه مذهب الجهمية
، ولا يقال : إن اليد واليمين والوجه وغيرها من صفات الباري ويفوض التفصيل إلى الباري فإنه يقتضي أن يكون مثل اليد والوجه زائدة على الذات لأنه صفاته تعالى ليست عين ذات ولا غيرها مفصلة عنها بل زائدة على الذات ، ومقتضى لفظ اليد ومثله ، أن يعبر بلفظ لا لعلها يومئ إلى كونها زائدة على الذات فإنه خروج عن الموضوع ، وعبر البخاري بالنعوت ولغته أي بين حليته ومذهب السلف في مثل هذا أن يحمل على ظاهره ويفوض التكيف إلى الله ولا يطلق لفظ
الصفة ، وفي فتح الباري ص ( 343 ) ، ج ( 13 ) في بحث الاستواء على العرش عن محمد بن الحسن الشيباني رحمه الله عين مذهب السلف ، وفيه : فإنه وصف الرب بصفة لا شيء إلخ أي فإنه وصف الرب بصفة منبئة عن الانفصال عن الذات ، والحال أن الأفعال قائمة به تعالى وليس محلاً للحوادث بلا اختيار منه وبعض تفصيل المسألة مر في باب نزول الله إلى سماء الدنيا .

all of the above is taken from his sharh "al Urf ash Shathi" sharh sunan at Tirmithi
العرف الشذي



As for the following, it is from his book "Faid al Bari" sharh sahih al Bukhari



وكذا الاستواء على العرش، والمعية، وقربه تعالى، كلها من باب واحد عندي، لا نُدْرِك كيفياتِها في غير أن نقول بتشبيه أو تجسيم كما يقوله الزائغون، فكما أَنَّ تلك الأشياء كلها على ظاهرها بدونِ تأويل عند الأئمة الأربعة، كذلك هذه المواجهة ووصلةِ المناجاة عندي.

----------------------

وقد اضطرب الناس في معناه، والرَّزِيَّةُ في القرآنَ، والحديثَ يعبِّران عن المغيبات بما في عالمنا، فيجيءُ قليلُ الفَهْم، قليلُ الديانة، كثيرُ الجهل، فَيَحْمِلُهَا على ظواهرها، ثم يؤوِّلها بعين ما في عالمنا، ومن ثَمَّ يقع في الإِلحاد. مع أن أعدلَ الأمورِ إمرارُها على ظواهرها مع عدم التكلُّم في معناها، كما مرَّ عن أئمة الدين رحمهم الله تعالى.

KojlinMakolvin is offline


Old 03-22-2011, 04:54 AM   #3
KojlinMakolvin

Join Date
Oct 2005
Posts
394
Senior Member
Default
What about Maulana Shabeer Ahmad Uthmani said in his Tafseer of the Quran, on the Ayat 64 of Surah Al Maidah about Allah's two Hands being outstreched and not tied as said by Jews.

" Where for Haqq Ta'ala Hand, Foot, Eye and other attributes are mentionned, we should not even bt forgetfulness have wahm that Ma'az Allah has a body ( jism) like creation or Jismani members. But just like Khudda's Zat, Wujood, LIFE,KNOWLEDGE, and other Sifat of completion have no Nadheer or similarity and Kayfiyat cannot be known except by Him...( after quoting a poem on farsi, Maulana Uthmani gives it meaning in urdu) His SAM' (listening), BASAR (seeing) Yad ( Hand) and others Nu'ut and Sifat's meaning are also according to His Zat and Shan Aqdas and our Kayf ( How) and Kam ( how many) and Ta'bir and Bayan are far away from Ihatah of that..."

is the above quote by Wahhabi misintrepretation or misquote ? If so please put the original with the translation so we can confront this wahhabi and tell him that he is wrong.

KeepTheGazeDown is a scholar on this forum, please clarify to us about the above Deobandis and their sayings...
KojlinMakolvin is offline


Old 03-22-2011, 05:54 AM   #4
bellson

Join Date
Oct 2005
Posts
471
Senior Member
Default
We should all beware of the campaign to present Wahhabism as though it were compatible with any Sunni group or movement and vice versa. Wahhabism is the antithesis of Sunni beliefs, law, and spirituality.

The Beliefs of the Sunni Way
bellson is offline


Old 03-22-2011, 06:17 AM   #5
KojlinMakolvin

Join Date
Oct 2005
Posts
394
Senior Member
Default
We should all beware of the campaign to present Wahhabism as though it were compatible with any Sunni group or movement and vice versa. Wahhabism is the antithesis of Sunni beliefs, law, and spirituality.

The Beliefs of the Sunni Way
Can you please make a statement that Shaykh Manzur Numani didn't know what he was talking about when he wrote the book in favor of Wahhabis and quoting Deobandi scholars retraction in favor of Wahabis. Please do so, otherwise it is pointless to just through a link pointing to sunnipath which is also a questionable website ? remember the issue of Shaykh Faraz Rabbani & Mufti Allamah Taqi Uthmani .


In case you don't remember here it is to refresh your memory



which was a reply to http://webcache.googleusercontent.co...&ct=clnk&gl=pk

June 2, 2009 by Faraz Rabbani
Marifah - Istighatha, Isti`ana and Tawassul
Imam Kawthari writes: Let us add a word here concerning the issue of Istighātha and Isti`āna. For starts, both of them are in the same valley [i.e. they share the same ruling], for in the Hadīth concerning the intercession that is found in al-Bukhārī, it says: “[they will seek aid with] Adam, then Mūsā, then Muhammad salallāhu `alayhi wa-sallam …”
Istighātha, Isti‘āna, and Tawassul [pdf]
Imām Muhammad Zāhid al-Kawtharī
Imam Muhammad Zahid al-Kawthari was an imam of hadith, fiqh, and the rational sciences, and one of the greatest scholars of the 20th Century. [See bio at www.masud.co.uk]
Faraz Rabbani notes:
Calling on other than Allah could be because you believe that they can hear you and help you directly, without Allah. (Only an ignoramus would do this.) Or you can do so because you believe that it is Allah who would make them hear (based on primary texts that affirm this) and that it is Allah who would accept their intercession and that it is Allah who would grant the desired matter or benefit. And how is this “shirk” ? And if shirk, are we deeming a great percentage of the leading scholars of Islam, early and late, to be mushriks? (And, if not, why don’t we tone down our rhetoric?)
This is a legal matter. Calling upon other than Allah is permitted when done with sound beliefs–that it is Allah who conveys the calling, and that it is Allah who answers. In this sense, it is no different than asking someone for du`a’. It is not permitted when in a specific case someone has wrongful beliefs–and sometimes the `ulama’ have discouraged or even disallowed this when wrongful beliefs or understandings became widespread or prevalent. However, in such cases, the `ulama’ would distinguish between the contingent disapproval and the intrinsic permissibility.
I asked Mufti Taqi Usmani about this matter of istighatha (calling on other than Allah), and his response was that this calling is either absolute or relative. In absolute terms, only Allah can be called, as the ultimate giver of all benefit. In relative terms, others can be called upon, if the beliefs of the caller are sound. He said that this is how we understand the istighatha found in the words and poetry of the great scholars and righteous of Islam. His position, however, is that caution is required in this–and that he and the scholars of his school of thought discourage the common person from this, due to widespread ignorance and the need for caution (rather than intrinsic impermissibility). I asked: So what if someone does it, but with sound beliefs? He responded: Then they cannot be condemned. [Amman, 2006]
And Allah alone gives success.
Faraz Rabbani
And Allah alone gives success.
Faraz Rabbani
KojlinMakolvin is offline


Old 03-22-2011, 06:39 AM   #6
Gabbavnf

Join Date
Oct 2005
Posts
510
Senior Member
Default
Firstly, there is no dichotomy of "Deobandis" vs the "rest of the world" in this since Ibn `Abd al-Wahhab, as well as Ibn Taymiyya, were defended and praised by individuals whose Sunni"ness" is undisputed. The pertinent question though is how these scholars understood the `aqidah of these individuals in question, what aspect of these two scholars did Deobandis actually praise, and how they understood the opposing view of others.

For example, Imam Binnuri in his Ma`arif al-Sunan (vol 4, pg 141) states:

- "And the statements of Ibn Qayyim in his works such as Ijma` al-Juyush al-Islamiyyat, al-Sawa'iq, al-Qasidah al-Nuniyyah, and the statements of his teacher Ibn Taymiyya in many of his works are extremely shaky (mudtarib jiddan) in this matter [s: regarding the mutashabihat]..."

Imam Kashmiri also refuted Ibn Taymiyya as well as Ibn `Abd al-Wahhab in his works. In his Faydh al-Bari he stated:

- "Muhammad ibn `Abd al Wahab Najdi, and indeed he was a stupid man with little knowledge."

He also stated that Ibn Taymiyya came "close to anthropomorphism", as mentioned in his Malfuzat on more than one occasion.

Similarly, Mufti Sa`id Palanpuri, the shaykh al-hadith of Deoband, stated in his commentary on Tirmidhi:

"Salafis now attribute human qualities to Allah Most High and the concept of incomparability (tanzih) has been eradicated from their minds." (Sharh al-Tirmidhi, vol 2 pg: 586 ed. Zam Zam Publishers, 2007)

Further, the most definitive statements against Ibn `Abd al-Wahhab and the Wahabis in general is Mawlana Khalil Saharanfuri's al-Muhannad, which was endorsed by Mawlana Thanawi and many other Akabirin. In it, Mawlana Khalil reproduces the verdict of Ibn `Abidin on the issue, citing the Wahabi's as among the khawarij and Ibn `Abd al-Wahhab as being a "supposed Hanbali".

This was posted on marifah

Here is a fatwa from the askimam site

Answer 12121

Being classified as part of the Ahlus sunnah wal Jama'ah or not, is not based on jurisprudence (Fiqh), it is on the basis of beliefs (Aqaaid). While in practice, the Wahabis are very similar to us, their completely incorrect beliefs demand that we highlight this to the public. As long as they aren't actively opposing us or spreading their Bidah Beliefs, we do not oppose them, but rather try to keep a good relationship with them. The Ulama of Deoband as a whole always had good relationships with the Saudi Ulama, however as a result of the number of books being published by the Wahabis against the Ulama of Deoband as well as their increasing efforts in spreading their Bidah beliefs and their public classifying the beliefs of the Asharis and Maaturidis as misguidance and shirk, our Ulama have been forced to reconsider our relationship with them.

They remain in the fold of Islam, but are classified as Ahlul Bidah on account of their beliefs.

and Allah Ta'ala Knows Best

Mufti Ebrahim Desai
Gabbavnf is offline


Old 03-22-2011, 06:55 AM   #7
saumemeva

Join Date
Oct 2005
Posts
440
Senior Member
Default


I don't want to get into this discussion, but aren't these massive Arabic quotes against the rules of the forum?

Brother abul_hussain seems to be a big fan of posting long quotes in Arabic, despite the fact that most here do not understand them.
saumemeva is offline


Old 03-22-2011, 07:02 AM   #8
PaulCameron

Join Date
Oct 2005
Posts
337
Senior Member
Default
It is indeed is a very good question, why do deobandis pretend to dislike wahabis when they have so much in common, even Aqida wise. Maybe the answer is because they won't remain 'sunni' anymore which would put alot of people off them espicially in the subcontinent region?

This wahabi sect itself has done alot for Islam since it's inception, maybe it's just a coincidence whatever Hempher stated in his memoirs has came out true.

In the book's story, a British spy named Hempher, working in the early 1700s, disguises himself as a Muslim and infiltrates the Ottoman Empire with the goal of weakening it. He tells his readers: "when the unity of Muslims is broken and the common sympathy among them is impaired, their forces will be dissolved and thus we shall easily destroy them... We, the English people, have to make mischief and arouse schism in all our colonies in order that we may live in welfare and luxury."[3]

Hempher intends ultimately to weaken Muslim morals by promoting "alcohol and fornication," but his first step is to promote innovation and disorder in Islam by creating Wahhabism, which is to gain credibility by being on the surface morally strict. For this purpose, he enlists "a gullible, hotheaded young Iraqi in Basra named Muhammad ibn Abd al-Wahhab".[4] Hempher corrupts and flatters Wahhab until the man is willing to found his own sect.

In the story, Hempher is one of 5,000 British agents with the assignment of weakening Muslims, which the British government plans to increase to 100,000 by the end of the 18th century. Hempher writes, "when we reach this number we shall have brought all Muslims under our sway" and Islam will be rendered "into a miserable state from which it will never recover again."[3] http://en.wikipedia.org/wiki/Memoirs...he_Middle_East
PaulCameron is offline


Old 03-22-2011, 02:25 PM   #9
saumemeva

Join Date
Oct 2005
Posts
440
Senior Member
Default


I'm pretty sure that book is a forgery.

Hate the Wahabis all you want, but be fair at the very least.
saumemeva is offline


Old 03-22-2011, 02:37 PM   #10
illignocearia

Join Date
Oct 2005
Posts
554
Senior Member
Default
I think the wahabi movement is poorly understood, and it depends which wahhabi scholar you meet- they do give different views
on different issues. One generally tries to have husn adh dhann living in Pakistan of ulema generally. In Pakistan anyone can get called a wahhabi- the ghulaat there call deobandis wahhabis etc.
I read a malfuz by shaykh Tahanwi(ra) expressing great joy at the take over of the hijaaz by the wahhabis and their removal of the bid'aat . However on the next line he expressed dismay that though he had read mawlana ibn abdal wahhab praise tasawwuf in his letters, tasawuf was not being respected by them and this made mawlana tahanwi(ra) uneasy.


The best person to answer that question would be deobandis who have travelled widely and met and sat and discussed and read the books of the wahhabis in great detail.
Maybe like Mufti Hussain Sahib.

In short its not a simple mas'ala and cannot be solved by quoting one line/book by mawlana Nu'mani (ra) etc.
It requires a whole book by a contemporary deobandi aalim which can highlight what are the good and bad points about the wahhabi movement.
One has to remember the akabir of deoband defended the asharis and maturidis, and wrote books in defence of sufis like Al Hallaj and Muhiyuddin ibn arabi.
Nearly all of them would sing the poems of the mathnawi with great joy, and the founder of Jam'aah tableegh advised people to read the Burda Shareef of the sufi ashiq Imam Busiri (alayhi rahmah), and would return from tableegh and go into the khanaqah to do dhikr Ism DHAAT-ALLAH ALLAH ALLAH ALLAH.
As would mawlana Hussain Ahmad Madani (ra) living in Hijaaz. he would do loud dhikr of ALLAH by himself in the masjid of hijaaz.

Regardless of that however, some furui differences can be overlooked, and one tries to have unity and not talk about ikhtilaafi issues too much in these times.
The need is to call people back to the masajid and to do good works- there is no khilaaf on having love for teh ummah and praying together and giving sadaqah and doing sound dhikr.
SO why all this flooding of forums with nonsense abul-hussain?
illignocearia is offline


Old 03-22-2011, 04:03 PM   #11
CreativeAcrobate

Join Date
Oct 2005
Posts
407
Senior Member
Default


Good post brother akabirofdeoband! Some of the issues need real clarification by someone who knows "both sides" and can explain this to us, the layman. It seems like there is a increasing confusion regarding several key issues among deobandi-inclined layman. May Allah protect us all.
CreativeAcrobate is offline


Old 03-22-2011, 04:27 PM   #12
PaulCameron

Join Date
Oct 2005
Posts
337
Senior Member
Default


I'm pretty sure that book is a forgery.

Hate the Wahabis all you want, but be fair at the very least.
Forgery? Nearly everything stated in that book has come true thanks to this wahabi sect.

You can keep closing your eyes and pretend it's a forgery.

Maybe you can explain in what ways wahabis have revived Islam apart from breaking the Ottomon Empire, making way for multinational corps to suck out muslims wealth and creating a royalty system that is responsible for destruction of the Middle East?
PaulCameron is offline


Old 03-22-2011, 07:47 PM   #13
KojlinMakolvin

Join Date
Oct 2005
Posts
394
Senior Member
Default
Regardless of that however, some furui differences can be overlooked, and one tries to have unity and not talk about ikhtilaafi issues too much in these times.
The need is to call people back to the masajid and to do good works- there is no khilaaf on having love for teh ummah and praying together and giving sadaqah and doing sound dhikr.
SO why all this flooding of forums with nonsense abul-hussain?
The aim is show how much tolerance we have for other sunni groups.

If wahabis are deviant and kafir then declare them just as Barelwis were declared. Approach Mufti Allamah Taqi Uthmani -- the leading deobandi scholar -- and get a statement from him ? Is that really so hard.

Instead of getting statements from smaller people who just graduated from some darul uloom and what he has to say, why don't you guys get statements from Darul Uloom Deoband , from the current Shaykh al-Daral Uloom Deoband on the deviancies and heresies of Wahhabis ?

If that is not the case, that these scholars like Allamah Taqi Uthmani or Shaykh Darul Uloom deoband doesn't consider them deviant or heretics then smaller ones who keep repeating the nonsense against Wahhabis and Salafis should be reprimanded and told the same "SO why all this flooding of forums with nonsense anti-wahabi deobandis?"

Is it that hard to understand.

Once this is cleared then we can focus either to support wahhabis/salafis or totally expel them and ex-communicate with them and do what we do with BARELWIS ?

Did you get it brother ? isn't that so simple !!

Also, if you can talk to Allama Mufti Taqi Uthmani please mention to him that some brothers on forum seem to disagree or reject his stance on

"There is a third path which a group of the predecessors took, and al-Hafiz al-Dhahabi, ‘Allamah Ibn Taymiyyah and his student Ibn al-Qayyim (Allah Most High have mercy on them) preferred, and it is that the intended meaning of “finger” is its literal sense (ma’naha l-haqiqiyyah) but it is an attribute of Allah (Most High), is not a limb and is not like the fingers of creation, rather its kayfiyya (modality) is unknown.

All four paths are conceivable (muhtamilah). Multitudes of the verifying scholars have taken every one of them. For indeed the important thing in creed (‘aqidah) is declaring Allah (Most High) beyond tashbih (comparison) and ta’til (negation), and every one of these four paths is firmly convinced of this. The difference between them is not a difference in creed, for indeed the creed is declaring Allah beyond tashbih and ta’til, and it is only a difference of opinion in expressing that creed and basing them on the texts. So not one of these paths is entirely baseless or absolutely misguided, even if theoretical debates and arguments have not ceased to run between them for many centuries."

Those some brothers on the forum think this what Mufti Taqi Uthmani said about Literal Meanings / Apparent Meanings might lead to what Kufr ? How can something Big Deviancy like taking apparent/literal meaning be suddenly considered from Ahl Sunnah wal Jamaah and that too the claim of Mufti Taqi that some from the Salaf took this approach which means Ibn Taymiyyah or Dhahabi were not just making up aqida as some claim.
KojlinMakolvin is offline


Old 03-22-2011, 10:06 PM   #14
eskimosik

Join Date
Oct 2005
Posts
478
Senior Member
Default
what is the literal meaning of the word "wahabi"?
what is the definition of "wahabi?
why they are called wahabi?
what is deobandi?
who should be the followers of wahabis and deobandi?
eskimosik is offline


Old 03-23-2011, 06:26 AM   #15
illignocearia

Join Date
Oct 2005
Posts
554
Senior Member
Default
Abulhussain

That's a fair point.
I don't think anyone would call them kafir at all btw.

I'm not in contact with the big ulema but other people could try that.

My experience is that the ulema don't like discussing these ikhtilafi issues because of the potential to unleash fatwa wars and aqeeda wars amongst awaam.

As for that book about the spy who encouraged wahabism it's a clear forgery.
!!!
illignocearia is offline


Old 03-23-2011, 06:36 AM   #16
bellson

Join Date
Oct 2005
Posts
471
Senior Member
Default
what is the literal meaning of the word "wahabi"?
what is the definition of "wahabi?
why they are called wahabi?
A Concise Sunni Glossary
bellson is offline


Old 03-24-2011, 09:44 AM   #17
Abaronos

Join Date
Oct 2005
Posts
452
Senior Member
Default
This is how the Wahabis believe in Allah.

http://www.youtube.com/watch?v=--T3z...eature=related

Certainly anyone who has studied Aqeeda from Ulama of Deoband would have never studied it like this. I mean there is a point in mentioning all these things. I challenge anyone to produce a single Deobandi mainstream Alim who talks like this jahil. If there exists such a thing as Mujassmiya then brothers and sisters, you have certainly witnessed one.
Abaronos is offline


Old 03-24-2011, 09:51 AM   #18
BaselBimbooooo

Join Date
Oct 2005
Posts
646
Senior Member
Default
@sufi taliban no salafis i've met in my locality are that explicit about allah's attributes. i think this is a genuine anthropomorphist who should not be associated with the majority of salafis
BaselBimbooooo is offline


Old 03-24-2011, 10:59 AM   #19
CreativeAcrobate

Join Date
Oct 2005
Posts
407
Senior Member
Default
Hafiz Gee

They exist, believe it or not.
CreativeAcrobate is offline


Old 03-24-2011, 04:09 PM   #20
saumemeva

Join Date
Oct 2005
Posts
440
Senior Member
Default
@sufi taliban no salafis i've met in my locality are that explicit about allah's attributes. i think this is a genuine anthropomorphist who should not be associated with the majority of salafis


While not as bad, the more hardcore Salafi sites, like Islamic Awakening and Multaqa Ahlul-Hadith are full of these types of people, though they generally are more knowledgeable, and not as privy to "emulate" the Sifat of Allah .

This person's is actually pretty popular from what I know. It's unfortunate he does nothing but make Madinah Uni and Shaikh Uthaymeen (who he studied under) look bad.
saumemeva is offline



Reply to Thread New Thread

« Previous Thread | Next Thread »

Currently Active Users Viewing This Thread: 1 (0 members and 1 guests)
 

All times are GMT +1. The time now is 11:38 PM.
Copyright ©2000 - 2012, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Optimization by vBSEO 3.6.0 PL2
Design & Developed by Amodity.com
Copyright© Amodity